هل سبق لك أن شعرت بأن السعادة تُشبه الفراشة؟ تطير هنا وهناك، تلفت انتباهك بلونها الزاهي ورشاقتها، ثم تختفي فجأة تاركةً لك أثرًا من الفرح في قلبك. في حياتنا اليومية، نبحث عن السعادة في الأشياء الكبيرة والصغيرة، في إنجازاتنا المهنية، في علاقاتنا الاجتماعية، وفي اللحظات البسيطة التي تُلون أيامنا. نُطاردها أحيانًا بشغفٍ كبير، نسعى جاهدين للحصول عليها بشكلٍ دائم، ونشعر بالإحباط عندما لا نجدها كما نتوقع. لكن هل السعادة حقًا شيءٌ دائمٌ ومستقر؟ أم أنها مزيجٌ من اللحظات العابرة والذكريات التي تبقى محفورة في الذاكرة؟ دعونا نتأمل في ذلك سوياً.

***

تُشبه السعادة غيمة صيفية، تَرحل سريعًا، لكن تُبقي رائحة المطر.

***

هذا القول الجميل يُلخص جوهر السعادة ببراعة. فعلى الرغم من أن لحظات السعادة قد تكون قصيرة الأمد، كغيمة صيفية تزول بسرعة، إلا أنها تُترك أثرًا عميقًا في نفوسنا، كرائحة المطر المنعشة التي تبقى عالقةً في الهواء. تخيلوا تلك اللحظة التي تشعرون فيها بالفرح الغامر، فجأةً، تُحيط بكم مشاعر إيجابية رائعة. قد تستمر هذه اللحظة دقائق معدودة، أو ربما ساعات، لكنها ستبقى عالقةً في ذاكرتكم، تُذكرون بها أنفسكم في الأوقات الصعبة، تُعيد إليكم الشعور بالهدوء والطمأنينة. مثلاً، فرحة نجاح مشروع ما، أو لحظة سعادة عائلية حميمة، أو حتى مجرد مشاهدة غروب شمسٍ ساحر، كلها لحظات عابرة، لكنها تُخلف رائحة جميلة تدوم طويلًا. الأهم هنا ليس مطاردة السعادة الدائمة، بل تقدير اللحظات الجميلة والاستمتاع بها قدر الإمكان، وإدراك أن هذه اللحظات، مهما قصرت، تُشكل نسيج حياتنا وتُعطيها نكهةً خاصة.

***

لذا، دعونا لا نركز فقط على الوصول إلى حالة من السعادة المستمرة، بل دعونا نُقدّر لحظات السعادة الصغيرة، تلك اللحظات التي تملأ أيامنا بنورها، ونُحاول خلق المزيد من هذه اللحظات لنفسنا ولمن حولنا. ابحثوا عن السعادة في التفاصيل الصغيرة، في ابتسامة طفل، في قهوة الصباح، في محادثة مع صديق عزيز. دعونا نُدرك أن السعادة ليست غايةً بحد ذاتها، بل هي رحلةٌ جميلة تستحق العيش، رحلَةٌ تُشكلها لحظاتٌ عابرة لكنها تُترك أثرًا يُشبه رائحة المطر العذبة. شاركونا تجاربكم و أفكاركم حول السعادة، ما هي اللحظات التي تُشبه غيمة صيفية بالنسبة لكم؟ وكيف تحافظون على رائحة المطر في حياتكم؟

Photo by Guzmán Barquín on Unsplash