كم مرةٍ شعرتَ بأنّ السعادة شيءٌ بعيدٌ المنال، كأنهُ حلمٌ يصعبُ تحقيقه؟ كم مرةٍ بحثتَ عنها في الأماكن الخطأ، في ثروةٍ ضخمةٍ أو منزلٍ فخمٍ أو وظيفةٍ مرموقةٍ؟ الحقيقةُ أنّ السعادةَ ليستْ هدفًا نصلُ إليهُ في نقطةٍ محددةٍ، بل هيَ رحلةٌ، تجربةٌ مستمرةٌ تتخللها لحظاتٌ جميلةٌ و أخرى أقلّ إشراقاً. هيَ مزيجٌ من اللحظات البسيطة والذكريات الجميلة، من العلاقاتِ القويةِ والنجاحاتِ الشخصيةِ، من الإنجازاتِ الكبيرةِ والأشياءِ الصغيرةِ التي تُسعدُ القلب. تتجلى في ضحكةٍ عفويةٍ مع الأصدقاء، أو في لحظةِ هدوءٍ مع كتابٍ مُفضل، أو في مساعدةِ شخصٍ محتاج. إنّها ليستْ هدفًا نصلُ إليه، بل هيَ طريقةٌ نعيشُ بها حياتنا. فلنبدأ معًا رحلةً لاكتشافِ أسرارها.

تُشبهُ السعادةُ فراشةً خفيةً، تَرقُصُ على أطرافِ ضحكةٍ.

هذا الكلامُ يُلخّصُ جوهرَ السعادةِ ببراعةٍ. فالسعادةُ ليستْ شيئًا ملموسًا نستطيعُ إمساكهُ بسهولةٍ، بل هيَ كفراشةٍ رقيقةٍ، تظهرُ وتختفي، تُزيّنُ حياتنا بلحظاتها الجميلةِ لكنها تحتاجُ إلى انتباهٍ دقيقٍ لإدراكِ وجودها. تلك الفراشةُ، السعادةُ، تُفضّلُ الرقصَ على أطرافِ الضحكاتِ، أيْ أنّها مرتبطةٌ بشكلٍ وثيقٍ بمشاعرِ الفرحِ والرضا. إنّها تتغذى على اللحظاتِ الإيجابيةِ، على العلاقاتِ الطيبةِ، وعلى التفكيرِ الإيجابيّ. فلا تبحثْ عنها في الأشياءِ الكبيرةِ دائماً، بل ابحثْ عنها في التفاصيلِ الصغيرةِ، في اللطفِ والعطفِ، وفي الامتنانِ لما تملكه. تمرّنْ نفسكَ على رؤيةِ الجمالِ في المحيطِ من حولكَ، وستجدُ أنّ تلك الفراشةَ الخفيةَ تَرْقصُ حولكَ دائماً.

وختامًا، السعادةُ ليستْ هدفًا بل هيَ رحلةٌ. رحلةٌ نحتاجُ فيها إلى التمعّنِ في اللحظاتِ الصغيرةِ، إلى تقديرِ العلاقاتِ القويةِ، وإلى بذلِ الجهدِ لبناءِ حياةٍ مليئةٍ بالحبِ والسلامِ. تذكّرْ فراشةَ السعادةِ، وابحثْ عنها في الضحكاتِ العفويةِ، في أعمالِ الخيرِ، وفي جمالِ الحياةِ الذي يحيطُ بك. شاركنا أفكاركَ عن كيفيةِ إيجادِ السعادةِ في حياتكَ، و دعنا معًا نستمتعُ برحلةِ البحثِ عن تلك الفراشةِ الخفيةِ، التي تُضفي على حياتنا معنىً و جمالاً. فالسعادة بلا شك هي هدفُ كلّ بشر، و رحلةٌ تستحقُ العناء.

Photo by Bernard Hermant on Unsplash

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top