هل فكرت يوماً في اللحظات التي تُشعِرُكَ بسعادةٍ حقيقية؟ تلك اللحظات البسيطة التي تُضيءُ يومكَ كَشعاعٍ من الشمس، تلك الابتسامات العفوية التي تُزهرُ على وجوه أحبائك، أو حتى تلك الألحان الهادئة التي تُريحُ قلبكَ من ضجيج الحياة. جميعنا نبحث عن السعادة، نسعى لها بكل جهد، أحياناً نجدها في الأشياء الكبيرة، وأحياناً أخرى تُفاجئنا في أبسط تفاصيل الحياة اليومية. فمن منا لم يشعر بتلك النشوة الغامرة عند تحقيق هدفٍ طال انتظاره، أو تلك الراحة العميقة التي تغمرنا بعد يومٍ طويل من العمل الشاق؟ لكن السعادة ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي رحلةٌ نَسلكُها، مليئةٌ بالاختبارات والتجارب، لكنها في النهاية تُثمرُ ثمارها اللذيذة إذا ما عرفنا كيف نبحث عنها في الأماكن الصحيحة، وكيف نُقدّرُ نعم الله علينا. فالسعادة ليست غاية، بل هي حالةٌ من القبول والرضا عن النفس والحياة.
—
تَشعُّ فرحاً كَفراشةٍ في قفصٍ من ضوءٍ.
—
هذا الوصف البديع يُجسّدُ لنا معنى السعادة الحقيقية. فكلمة “فراشة” تُرمزُ إلى الخفة والحرية والجمال، بينما “قفص من ضوء” يُشيرُ إلى حمايةٍ رقيقةٍ ومُشرقةٍ، ليست قفصاً من حديدٍ يُقيّدُ الحركة، بل مساحةٌ آمنةٌ ومُضيئةٌ تتيحُ للفراشة أن تُبدي جمالها وتُعبّر عن فرحها. تخيلوا هذه الفراشة التي ترفرف بأجنحتها بين أشعة الشمس، مُشعّةً بجمالها ونشاطها. هذه هي السعادة، أن نكون أحراراً في التعبير عن أنفسنا، مُحاطين برعايةٍ وحمايةٍ، نستمتعُ بجمال الحياة ونُشعِرُ الآخرين بفرحنا. ربما لا نكون دائماً في “قفص من ضوء”، لكن بإمكاننا أن نُحيطَ أنفسنا بِما يُسعدنا، أن نختار العلاقات الإيجابية، وأن نُركز على الجوانب الإيجابية في حياتنا. فالسعادة ليست حالةً ثابتة، بل هي عمليةٌ مستمرةٌ تتطلبُ منا الوعي والعمل والتخطيط، بناءً على ما يُسعدنا ويُرضينا.
—
ختاماً، تُذكّرُنا هذه المقولة بأن السعادة ليست غايةً بعيدة، بل هي حالةٌ من القبول والرضا، مُشابهةٌ لفراشةٍ تُشعُّ فرحاً في بيئةٍ مُلائمةٍ. فلنُعيدَ التفكير في مفهوم السعادة لدينا، ولنُحاولَ خلق “قفص من ضوء” خاصٍّ بنا، مُليءٍ بالأشياء التي تُسعدنا، والتي تُلهمنا، والتي تُقربنا من أنفسنا ومن أحبائنا. شاركوا أفكاركم حول ما يُشعركم بالسعادة، واستلهموا من تجارب الآخرين، فرحلة السعادة رحلةٌ جماعيةٌ، ونحن جميعاً نحتاجُ إلى بعضنا البعض لنُضيءَ بعضنا. فلنكن كَفراشاتٍ مُشعّةٍ بالفرح، لنُضيءَ حياةَ أنفسنا وحياةَ من حولنا.
Photo by Marc-Olivier Jodoin on Unsplash