هل سبق وأن شعرتَ بأنّ الحياةَ تسيرُ بسرعةٍ هائلةٍ، كعربةٍ تسابقُ الزمن؟ أيامٌ تمرُّ كاللحظات، والأسابيعُ كالأيام، والشهورُ كالأسابيع… نَسابقُ دوّامةَ المسؤولياتِ والالتزامات، وننسى في خضمّ هذا الزحامِ أن نُوجّهَ أنظارَنا إلى ما هو مهمٌّ حقّاً: سعادتنا. السعادة ليست هدفاً بعيداً يصعب بلوغه، بل هي رحلةٌ داخليةٌ، مسارٌ نرسمه بأنفسنا، بخطواتٍ صغيرةٍ نخطوها يومياً. ليستْ قصرًا من الذهبِ يُبنى بين ليلةٍ وضحاها، بل هي بستانٌ نغرسُ فيه بذورَ الأملِ والامتنانِ والرضا. إنّها في التفاصيلِ الصغيرةِ، في ابتسامةٍ صادقةٍ، في كلمةٍ طيبةٍ، في لحظةٍ من الهدوءِ والتأمل. فهل نحنُ نُدركُ قيمةَ هذه اللحظاتِ؟ هل نسمحُ لأنفسنا بأن نُعيشها؟
تَرقُصُ الفراشاتُ على أَسْنَانِ الزَّمَنِ، فَلْنَبتَسِمْ.
جميلةٌ هذه الجملةُ، أليس كذلك؟ تُشبهُ الحياةَ نفسها. “أسنان الزمن” تُمثّلُ التحدياتَ والصعوباتَ التي نواجهها في مسيرتنا، لكنّ “الفراشاتَ التي ترقصُ” هي لحظاتُ السعادةِ والجمالِ التي تتخلّلُ هذه الصعوبات. إنّها تذكيرٌ لنا بأنّ الحياةَ ليستْ سلسلةً متواصلةً من المشاكل، بل مزيجٌ من الفرحِ والحزن، من النجاحِ والإخفاق. وإنّ قدرتنا على رؤيةِ “الفراشاتِ” ورقصها، وأن نُدركَ جمالها حتى وسطِ “أسنانِ الزمن”، هي مفتاحُ السعادة. تخيّلوا أنتم تُحيطُ بكم مشاكلٌ وأعباءٌ، لكنكم تُركزون على لحظةٍ جميلةٍ، ابتسامةٍ من طفلٍ، أو غروبِ شمسٍ ساحر، ستشعرون فوراً بالراحة والهدوء. هذا هو جوهرُ هذه الجملة، أن نُركزَ على الجميل، أن نُقدّرَ اللحظات، وأن نُبتسم.
لذا، دعونا نجعل من “الابتسامة” عادةً يوميةً، مهما كانت الظروف. لنُحاول إيجادَ “الفراشاتِ” في كلّ يوم، في كلّ تفصيلةٍ صغيرةٍ. لنُعبّر عن امتناننا لما نملكه، لنُقدّرَ الصحةَ والعائلةَ والأصدقاء، ولنُركزَ على الايجابياتِ. هذا لا يعني تجاهلَ المشاكل، بل معناه التوازن، القدرةُ على التعاملِ مع الصعوباتِ مع الحفاظِ على التفاؤلِ والأملِ.
في الختام، تذكّر دائماً أن رحلة السعادة رحلةٌ شخصيةٌ، تتطلبُ منكَ أن تَبحثَ عنها داخلَ نفسكَ. فكر في “الفراشاتِ” في حياتك، تلك اللحظات الجميلة التي تُضيء دربك. شاركنا بعضَ أفكاركَ وخبراتكَ حول كيف تُحقق السعادةَ في حياتك. دعونا نُلهمَ بعضنا البعض، ونبني معاً مجتمعاً أكثر سعادةً ورضا. فالسعادةُ ليستْ رفاهيةً، بل حقٌّ من حقوقِ الإنسان، واستحقاقٌ لكلّ نفسٍ. فَلْنُساهم جميعاً في بناء حياةٍ مليئةٍ بالفرحِ والامتنانِ.
Photo by Jurjen Vos on Unsplash