ألم تشعر يوما بأنّ الحياة روتينية بعض الشيء؟ نفس الطريق إلى العمل، نفس القهوة الصباحية، نفس الأفلام التي نشاهدها؟ نقع أحيانا في فخّ العادة، ننسى أنّ الحياة بحرٌ واسعٌ من الإمكانيات، وأنّ الإبداع ليس حكراً على الفنانين والمبدعين فقط. بل هو شرارةٌ كامنةٌ فينا جميعاً، تنتظر اللحظة المناسبة لتُشعِلَ خيالنا وتُلهمنا باكتشاف طرق جديدة للتفكير والعمل والعيش. هل فكرت يوما في إعادة ترتيب أثاث منزلك بطريقة غير تقليدية؟ هل جربت وصفة طعام جديدة تماماً؟ حتى أبسط الأمور اليومية يمكن أن تُصبح لوحةً إبداعيةً إذا ما أردنا ذلك. إنّ البحث عن الجديد، عن الزاوية المختلفة، عن الحلّ غير المتوقع، هو جوهر الإبداع الذي يضيف نكهةً خاصةً لحياتنا اليومية ويجعل منها رحلةً مليئةً بالمغامرات والاكتشافات.
تفاحةٌ سقطتْ، ولكنْ على القمر.
هذا المثلّ الشعريّ يُجسّد بشكلٍ رائعٍ مفهوم الإبداع خارج الصندوق، خارج المنطق المُتوقع. فكّر في الأمر: تفاحة تسقط على الأرض – أمرٌ طبيعيّ، متوقع، قانون جاذبية نيوتن! لكنّ سقوطها على القمر، يُمثّلُ قفزةً نوعيةً، فكرةً خلاّقةً تتحدى الواقع المُعتاد. هو إبداعٌ يتجاوز الحدود، يُعيد تعريف الممكن. قد يبدو هذا مستحيلاً، لكنّ جوهر الإبداع يكمن في تحدّي المستحيل، في البحث عن الحلول غير التقليدية، في إعادة صياغة المشاكل بطريقة جديدة تُمكّننا من الوصول إلى حلول إبداعية.
فلنتخيّل مثلاً، مُصمّم أزياء يبتكر ملابس من موادّ مُعاد تدويرها. أليس هذا إبداعاً يُغيّر من مفاهيمنا المعتادة؟ أو مُبرمج يُطوّر تطبيقاً جديداً يُساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على التواصل بشكلٍ أفضل. أو مُعلمٌ يُستخدم تقنيات تعليمية مبتكرة لتحويل عملية التعلم إلى تجربة مُمتعة و مُثمرة. كلّ هذه الأمثلة تُظهر كيف يمكن للإبداع أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياتنا وحياة الآخرين. الإبداع ليس مجرد موهبة فطرية، بل هو مهارةٌ يمكن تنميتها وتطويرها من خلال التمرين والاستمرار في البحث عن الجديد وتحدّي الذات.
باختصار، الإبداع هو رحلةٌ لا تتوقف، رحلةٌ من الاكتشاف والاختراع والتجربة. هو القدرة على رؤية الأشياء من زوايا مُختلفة، وإيجاد الحلول المبتكرة للمشاكل، وحلّ المعادلات بأسلوبٍ غير مُتوقع. دعونا نتذكر “تفاحة القمر”، ودعونا نُلهم أنفسنا بإطلاق العنان لإبداعاتنا، والتعبير عن أنفسنا بطرقٍ مبتكرة، لأنّ العالم يحتاج إلى أفكارنا الجديدة. شاركنا أفكارك، أخبرنا كيف تُعبّر عن إبداعك في حياتك اليومية. فالإبداع ليس ترفاً، بل ضرورةٌ للحياة المُفعمة بالحيوية والإلهام.
Photo by Ivana Cajina on Unsplash