كم من مرةٍ وقفتَ متأَمّلاً في منظرٍ طبيعيٍّ خلّاب؟ ربّما كنتَ تتأملُ غروبَ شمسٍ يُلبسُ السماءَ ألواناً لا تُوصف، أو تُشاهدُ قطرةَ ندى تتلألأ على ورقة خضراء، أو تستمعُ إلى هديرِ البحرِ الهادئ. حتى لو كنتَ تعيشُ في مدينةٍ صاخبةٍ، فإنّ لمسةً من الطبيعةِ موجودةٌ دائماً: شجرةٌ صغيرةٌ في حديقةٍ، زهرةٌ برّيةٌ تنبتُ بين الشقوقِ، أو طائرٌ يغردُ بفرحٍ على سطح مبنى شاهق. هذه اللمساتُ الصغيرةُ هي التي تُذكّرنا بجمالِ العالمِ من حولنا، وبأهميةِ الحفاظِ عليهِ، وبأنه مصدرٌ لا ينضبُ للإلهامِ والهدوءِ النفسي. فكم نحتاجُ في زمننا هذا، المُسرعِ والمُرهق، إلى استراحةٍ قصيرةٍ لتقديرِ هذهِ الهِباتِ العظيمة.
سرٌّ يرقصُ في ضوءِ الشمسِ، طبيعةٌ.
هذا البيتُ الشعريّ يُلخّصُ جوهرَ علاقتنا بالطبيعةِ بإيجازٍ رائع. فما هو هذا السرّ الذي يرقصُ في ضوءِ الشمس؟ هو سرّ الحياةِ نفسها، سرّ التوازنِ الدقيقِ الذي يُحكمُ الكونَ، سرّ الجمالِ المُبهرِ في أبسطِ تفاصيله. فمن تناسقِ ألوانِ زهرةٍ رقيقةٍ، إلى تعقيدِ شبكةِ غذائيةٍ في غابةٍ كثيفةٍ، تُظهرُ لنا الطبيعةُ عظمةَ الخالقِ وقدرتَه. نرى هذا السرّ في دورةِ الماءِ في الطبيعة، وفي نموّ النباتات، وفي هجرةِ الطيور، وفي كلّ ظاهرةٍ طبيعيةٍ تُدهشنا بجمالهاِ وروعتها. إنّها دعوةٌ للتأملِ، للفهمِ، وللتقديرِ لما يُحيطُ بنا.
وإذا أردنا أن نطبّقَ هذا التأملَ عمليّاً، فإنّ أبسط الأمور هي أن نخصصَ وقتاً للتواصلِ مع الطبيعةِ. رحلةٌ قصيرةٌ إلى حديقةٍ عامةٍ، جولةٌ في الريف، أو حتّى جلوسٌ على شرفةٍ مُطلّةٍ على منظرٍ طبيعيٍّ، كلّها طُرُقٌ تُساعدُنا على إعادةِ الاتصالِ بهذا “السرّ” الذي يرقصُ في ضوءِ الشمس. حتى النظرُ إلى صورةٍ لطبيعةٍ خلّابةٍ يمكنُ أن يُشعِرنا بالهدوءِ والسكينة.
في النهاية، يُذكّرنا هذا البيتُ الشعريّ بأهميةِ الحفاظِ على بيئتناِ الطبيعيةِ. فمن مصلحتنا أن نُحافظَ على تنوّعهاِ الحيويّ، ونُحافظَ على مواردهاِ، ونعملَ على تخفيفِ التأثيراتِ السلبيةِ للنشاطاتِ البشريةِ. فلنأخذَ بعضَ الوقتِ للتأملِ في جمالِ الطبيعةِ، ولنتشاركَ معاً أفكارنا ومشاعرنا حول هذا الموضوعِ الهام. فما هو أجمل من أن نُقدّرَ هذا “السرّ” الذي يرقصُ في ضوءِ الشمس، ونعملَ على حمايتهِ لأجيالٍ قادمة؟
Photo by Karl Fredrickson on Unsplash