كم من مرةٍ في يومنا هذا نمرّ بأحداثٍ صغيرةٍ، تبدو عاديةً، لكنها تحمل في طياتها فرصًا عظيمةً للشكر؟ نحنُ غالباً ما نركز على ما ينقصنا، على الصعوبات والتحديات التي تواجهنا، فننسى أن نُقدّر النعم الكبيرة والصغيرة التي تُحيط بنا. من صحةٍ جيدةٍ، إلى عائلةٍ داعمةٍ، إلى فرصةٍ للتعلم، إلى كأسٍ من القهوةِ الدافئة في صباحٍ بارد، كلها نعم تستحق الشكر والتقدير. حتى اللحظات الصعبة، بقدر ما تحمل من ألمٍ، يمكن أن تُعلّمنا دروسًا قيّمةً، وتُنمّي فينا الصبر والقوة. فهل تعودنا على أن نرى الجانب المشرق في كل شيء؟ هل نُدرك أن الشكر ليس مجرد كلمات، بل هو موقفٌ داخليّ يُغيّر من منظورنا للحياة، ويُضيفُ إليها سِحراً خاصاً؟
—
شكرًا للظلال، لأنها تجعل الشمس أكثر سطوعًا.
—
هذا القول الجميل يُجسّد بإيجازٍ فلسفةَ الشكر. فالظلال، رغم أنها تُمثّل الجانب المُظلم، إلا أنها ضروريةٌ لتَبرزَ جمال الشمس وسُطوعها. فكّر مثلاً في العلاقة بين الصعوبات والنجاحات. الصعوبات والتحديات، مثل الظلال، قد تبدو مُزعجةً ومُثبّطةً، لكنها في الحقيقة تُبرزُ قيمةَ النجاحات وتُضفي عليها طعمًا خاصاً. فبعد أن نجتاز الصعاب، نُدرك قيمةَ ما حققناه، ونُقدّرُه تقديراً أكبر. كذلك، الشخصيات التي نعتبرها “أبطالاً”، غالباً ما تكون قد واجهت صعوباتٍ كبيرةً في طريقها إلى تحقيق أهدافها. فالشكر على هذه التجارب يُساعدنا على فهم أهمية الاستمرار والصبر. حتى الأشخاص الذين يبدون مثاليين من خارج، يمرّون بمشاكلٍ وتحدياتٍ خاصة بهم، فالشكر هنا يُذكّرنا بأن الكمال غير موجود، وأن القبول والتقدير للذات يُعزّزان من شعورنا بالسعادة.
—
في الختام، إنّ الشكر ليس مجرد أداءٍ اجتماعيّ، بل هو ممارسةٌ يوميةٌ تُغيّر من حياتنا إلى الأفضل. فالتقدير للنعم الكبيرة والصغيرة يُساعدنا على إيجاد السعادة والتفاؤل حتى في أصعب الأوقات. أدعوكم اليوم إلى أن تُعيدوا النظر في حياتكم وتُركزوا على ما تملكونه من نعم، لتُعبّروا عن شكرِكم بكل طرق ممكنة، فإنّ الشكر نعمٌ بحد ذاتها. شاركونا أفكاركم وتجاربكم مع الشكر، فربما نستطيع معاً أن نُلهم بعضنا بعضاً لِنُقدّر هذه النعمة العظيمة.
Photo by Tim Zänkert on Unsplash