كم من مرةٍ تساءلتَ عن سرّ السعادة؟ هل هي ثروةٌ طائلةٌ تُنهي كلّ همومنا؟ وظيفةٌ مُرضيةٌ تُشبع طموحاتنا؟ علاقةٌ عاطفيةٌ تُضفي معنىً على حياتنا؟ ربّما كلّ هذه الأشياء تُساهم في سعادتنا، لكنّها ليست ضمانًا لها. فالسعادة ليست وجهةً نصل إليها يومًا ما، بل هي رحلةٌ نُسافر فيها، نتعلمُ خلالها، وننمو. رحلةٌ مليئةٌ بالمنعطفات والتقلبات، بالمفاجآت السارة والأخرى المُحزنة، لكنّها رحلةٌ تستحق العيشَ بكلّ تفاصيلها، بجمالها وقسوتها. فالسعادة الحقيقية ليست في امتلاكِ أشياءٍ ماديةٍ أو تحقيقِ أهدافٍ محددةٍ فقط، بل في كيفية تعاملنا مع الظروف، وإيجادِ الفرحِ في اللحظاتِ البسيطة. فكّر في آخر مرةٍ شعرتَ فيها بسعادةٍ حقيقية، ماذا كان السرّ؟ ألم يكن أمرًا بسيطًا غالبًا؟ ابتسامةٌ من طفل، لحظةٌ من الهدوء، أُلفةٌ بين الأحبة… هذه اللحظاتُ الصغيرةُ هي جوهرُ السعادة الحقيقية.
—
**سعادةٌ كفراشةٍ، ترفرفُ خارجَ المنطقِ.**
—
يُشبهُ هذا القولُ السعادةَ بِكَفراشةٍ رقيقةٍ، ترفرفُ بحريةٍ لا تُقيدها القوانينُ ولا المنطقُ. فالسعادة ليست عملية حسابيةً دقيقةً، ولا معادلةً رياضيةً نُحلّها لنصل إلى النتيجة المرجوة. قد نجد أنفسنا سعداءَ في لحظاتٍ لا نتوقعها، في مواقفٍ تبدو منطقيًا أنها بعيدة كل البعد عن السعادة. قد نكتشف السعادة في عِناقٍ دافئٍ، أو في كتابٍ مُلهِم، أو حتى في نظرةٍ للسماءِ المُشرقة. هذه الكفراشةُ تَحُلّقُ حيثُ تشاء، تُفاجئنا بجمالها، وتُبهجنا بوجودها، خارج مُعادلاتنا و توقعاتنا. تذكّر أن السعادة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي مجموعةٌ من الخيارات الصغيرة التي نتخذها يوميًا، من التفكير الإيجابي إلى ممارسةِ الشكر إلى العنايةِ بصحتنا النفسية والجسدية.
فلا تتوقعوا السعادة أن تأتي إليكم بشكل معين أو في وقت مُحدد، دعوها ترفرف حولكم كما تشاء، واستمتعوا برحلتها معكم.
—
في الختام، تذكّر أن السعادة رحلةٌ، ليست وجهةً. رحلةٌ مُليئةٌ بالمفاجآت، بعضها مُبهج، وبعضها مُحزن، لكنها رحلةٌ تستحقُ العيش. لا تبحثوا عن السعادة في الأماكنِ الخاطئة، ولا تضعوا معاييرَ صارمةً لتعريفها. دعوا كفراشةَ السعادةِ ترفرفَ حولكم بحريّة، واستمتعوا بلحظاتِ الفرحِ الصغيرة. انعكسوا على ما يُسعدكم شخصيًا، واكتبوا في التعليقات ما هي مُصادرُ سعادتكم. شاركونا قصصكم، لنُلهم بعضنا البعض. فالسعادةُ مُعدية، ونحنُ نحتاجُ جميعًا إلى مُزيدٍ منها في حياتنا.
Photo by willow xk on Unsplash
