سعادةٌ كفراشةٍ، تلمع ثم تختفي، لكنّها تُخلّف رحيقًا. – Zenli

هل فكرتَ يومًا في ماهية السعادة؟ أين تجدها؟ هل هي ذلك المنزل الفسيح، أو تلك الوظيفة المرموقة، أم تلك العلاقة المثالية؟ غالباً ما نبحث عنها في الأشياء الخارجية، في الإنجازات المادية، في تحقيق الأهداف الكبيرة. نطاردها كالظل، ونعتقد أنها هدفٌ نهائيٌ نصل إليه يوماً ما، ونعيش بعده في حالةٍ من الرضا الدائم. لكن الحقيقة، أصدقائي، أن السعادة ليست وجهةً نصل إليها، بل هي رحلةٌ نتشاركها في كل لحظةٍ من حياتنا. هي شعورٌ داخليٌّ، يتسلل إلينا بين تفاصيل حياتنا اليومية البسيطة، في ابتسامةٍ طفلٍ، في قهوةٍ صباحيةٍ دافئة، في لحظةٍ من الهدوء والسكينة. فهل نحنُ نبحثُ عنها في الأماكن الخاطئة؟ هل نغفلُ عن جمال اللحظات الصغيرة التي تُكوّنُ قماشة حياتنا؟

سعادةٌ كفراشةٍ، تلمع ثم تختفي، لكنّها تُخلّف رحيقًا.

هذا القول الجميل يُلخّص جوهر مفهوم السعادة ببراعة. فكثيرًا ما تأتينا السعادة كالفرحة العابرة، كفراشةٍ تلمعُ بألوانها الزاهية ثم تختفي بسرعة، لكنّها تتركُ في نفوسنا أثرًا جميلًا، كذلك الرحيق الذي يبقى بعد ذهابها. تلك الذكريات الجميلة، تلك اللحظات المُلهمة، تلك الابتسامات التي تُ رسمُ على وجوهنا، كلّها بقايا لِرحيقِ السعادة التي مَرّت بنا. لذلك، علينا أن نُقدّر كلّ لحظةٍ من الفرح، مهما كانت قصيرة، وأن نُدرك أن السعادة ليست هدفًا بل رحلةٌ نُسافرُ خلالها بقلوبٍ مُتفتّحة. فلا تنتظر السعادة أن تُصبح غنيةً أو مشهورةً أو حتى تُحقق جميع أهدافك، بل ابحث عنها في التفاصيل البسيطة لحياتك اليومية.

في الختام، السعادة ليست شيئًا ثابتًا أو مُطلقًا، بل هي مُتجددةٌ، تتغير وتتطور مع تغير ظروفنا وحالاتنا النفسية. فلا تُحاول التمسّك بلحظات السعادة العابرة، بل استمتع بكل لحظة مع من تُحب، وكن شاكراً لما تملكه، وراقب الجمال في تفاصيل حياتك اليومية. تأمّل في هذا القول الجميل، واكتب في تعليقاتك عن لحظات سعادةٍ عشتها، وكيف استطعت الحفاظ على أثرها الجميل. تذكر دائماً، أن رحلة السعادة رحلةٌ شخصيةٌ تستحق أن نعيشها بكامل وعينا وقلوبنا.

Photo by Scott Rodgerson on Unsplash

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top