هل فكرت يوماً كم هو بسيط – وكم هو صعب في نفس الوقت – أن نكون سعداء؟ نسعى جميعاً خلف هذا الشعور الرائع، هذا الرضا الذي يُضيء حياتنا ويُلونها بألوان زاهية. نبحث عنه في الأشياء المادية، في العلاقات الاجتماعية، في الإنجازات المهنية، وفي اللحظات البسيطة كشُرب فنجان قهوة دافئة في صباحٍ مشمس. لكن السعادة، كأي شيء ثمين، ليست هديةً مُقدمةً على طبق من فضة، بل هي رحلةٌ نَسيرُ فيها، نتعلمُ خلالها كيف نُقدّر اللحظات الصغيرة، وكيف نُحوّل التحديات إلى فرصٍ للنمو. نُحاولُ دائماً التشبث بها، ولكن هل هذا هو النهج الصحيح؟ أحياناً، يبدو البحث عنها مُرهقاً، يُشبهُ مطاردةَ ظِلٍّ يتحركُ باستمرار. فهل من طريقة أخرى لإيجادها؟
سعادةٌ كفراشةٍ، تهرب من قبضةٍ، لتُزهر في الريح.
هذا القول الجميل يُجسّد بصورةٍ رائعة طبيعة السعادة. فكفراشةٌ حرةٌ، لا تُمسك بها إلا لتَفقدَ جمالها ورونقها. حينما نحاول الإمساك بالسعادة بإصرارٍ شديد، بحصرها في قوالبٍ مُحددة، أو بربطها بإنجازاتٍ ماديةٍ فقط، نخسرها. فالسعادة ليست هدفاً نصل إليه، بل هي حالةٌ من الرضا الداخلي تتفتحُ وتُزهرُ عندما نُتركها تطير بحرية. تتفتحُ عندما نُقدّر اللحظات الجميلة البسيطة، عندما نُمارس الهوايات التي تُسعدنا، عندما نُحيط أنفسنا بأشخاصٍ إيجابيين، وعندما نُقبل أنفسنا كما نحن. لذلك، علينا أن نُترك السعادة تُطير في رياح حياتنا بإرادتها الحرة، وأن نُركز على خلقِ بيئةٍ مُلائمةٍ لنموّها داخلنا. تُشبهُ زهرةً رقيقة، تحتاجُ إلى الرعاية والاهتمام، ولكنها في النهاية تحتاجُ إلى حرية التفتح على نَفسها.
ختاماً، تذكّر دائماً أن السعادة ليست جائزةً نَحصلُ عليها، بل هي رحلةٌ جميلة نخوضها كل يوم. إنها حالةٌ من الرضا والسلام الداخلي، تُزهرُ عندما نُطلق سراحها، ونُركز على العيش في لحظة الحاضر. أخذ وقتٍ للتفكير في ما يُسعدك حقاً، وما هي الأشياء التي تُضيفُ قيمةً لحياتك، هي خطوةٌ مهمةٌ في هذه الرحلة. شارك أفكارك مع أصدقائك وعائلتك، وتذكر أن السعادة أمرٌ ثمّينٌ، يستحقُ أن نعيشه بشكلٍ كامل.
Photo by Bozica Uglesic on Unsplash