هل سبق لك أن شعرت بأن السعادة شيءٌ بعيد المنال؟ كأنها طائرٌ جميل يرفرف بعيدًا كلما حاولت الإمساك به؟ في ضجيج الحياة اليومية، بين ضغوط العمل والمسؤوليات العائلية والقلق من المستقبل، ننسى أحيانًا البحث عن مصادر السعادة البسيطة التي تحيط بنا. نغرق في دوامة الأفكار السلبية، ونترك اليأس يتسلل إلى قلوبنا، مُغَيِّبًا بريق الفرح الذي ينبغي أن يُشعّ في حياتنا. نبحث عن السعادة في الأشياء الكبيرة، في الإنجازات الضخمة، في الثروة والمكانة، ونغفل عن الجمال في التفاصيل الصغيرة، في لحظات الراحة والسكينة، في علاقاتنا مع من نحب. لكن السعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل هي رحلةٌ نتشاركها مع أنفسنا ومع من حولنا. رحلةٌ تحتاج إلى وعيٍّ وإرادةٍ لإيجاد مسارها الصحيح.
سعادةٌ كفراشةٍ، تهرب من قبضة اليأس.
هذا القول البليغ يصف بدقة طبيعة السعادة. فكّر في الكلمات: “كفراشةٍ”، رمزٌ للجمال والحرية والرقة. و”تهرب من قبضة اليأس”، يوضّح أن السعادة لا تُجبَر، ولا تُحصل بالتشبث اليأس والتعلق بالأشياء التي تُسبب الألم والحزن. فعندما نُحاول الإمساك بها بقوة، بالتشبث بالماضي أو بالخوف من المستقبل، تنزلق من أيدينا كما تنزلق الفراشة من بين الأصابع. السعادة تحتاج إلى روح مُتسعة، إلى قبولٍ للحاضر، إلى التفكير الإيجابي، وإلى تقدير النعم الصغيرة في حياتنا. لا تُوجد وصفةٌ سحريةٌ للسعادة، لكن هناك أشياء بسيطة يمكننا فعلها، كتمضية وقتٍ مع الأحباء، ممارسة الرياضة، قراءة كتابٍ جميل، أو مجرد التأمل في جمال الطبيعة.
في النهاية، السعادة ليست هدفاً نصل إليه و ننتهي، بل هي حالةٌ نعمل على بنائها يومًا بعد يوم. هي اختيارٌ نُصدره كل يوم، اختيارٌ للتفكير الإيجابي، للتسامح، وللإحسان. هي رحلةٌ تتطلب الجهد والصبر والتفاؤل.
لذا، دعونا نُفكّر اليوم في مصادر سعادتنا، في الأشياء التي تُسعدنا ببساطة، ونحاول أن نُحيط أنفسنا بها. شاركونا أفكاركم وتجاربكم في تعليقاتكم، فلنُشبع حياتنا بفراشاتٍ من السعادة، ونحميها من قبضة اليأس. فالسعادة قيمة ثمينة تستحق أن نُقدِّرها ونُحافظ عليها، هي جوهر حياةٍ راضية و مُرضية.
Photo by Joshua Newton on Unsplash