هل سبق لك أن شعرتَ بأنّ السعادة كائنٌ متحرّكٌ، يُراوغُكَ بين يديكَ؟ تبحث عنها في الأشياء الكبيرة: النجاح المهني، الزواج المثالي، المنزل الفخم، ولكنها، كظلٍّ، تبتعد كلّما اقتربتَ. ربّما تظنّ أنّ السعادة هدفٌ بعيدٌ المنال، يحتاج إلى جهدٍ خارقٍ وتحقيقٍ لأحلامٍ ضخمة. لكن الحقيقة أكثر بساطة، وأكثر جمالاً في آنٍ واحد. فالسعادة ليست وجهةً نصلُ إليها يوماً ما، بل هي رحلةٌ نُسافرُ فيها، نكتشفُ خلالها جماليات الحياة الصغيرة، ومفاجآتِها الجميلة. رحلةٌ نتنفسُ فيها هواءً معطّراً برائحةِ الامتنان، والرضى، والحبّ. فلنغوص معاً في رحلة البحث عن تلك الفراشة الرقيقة التي تحمل بين أجنحتها سرّ السعادة الحقيقية.

سعادةٌ كفراشةٍ، تُحلّقُ حيثُ لا تتوقّعُ.

هذا القول يُلخّصُ جوهرَ ما نبحثُ عنه. السعادة لا تُوجدُ في أماكنٍ متوقّعة، بل في تفاصيلِ الحياةِ البسيطة، في ضحكةٍ طفلٍ، في نظرةٍ محبّةٍ، في قهوةٍ صباحيةٍ دافئة، في كتابٍ جميل، في مشهدٍ طبيعيٍّ خلّاب. قد تجدها في مُساعدةٍ قدمْتها لشخصٍ محتاج، أو في إنجازٍ صغيرٍ حقّقته، أو حتى في لحظةٍ من الهدوء والسكينة. لا تبحث عنها في أهدافٍ كبيرةٍ جداً قد تُثقلُ كاهلك، بل ابحث عنها في اللحظات، في التفاصيل، في الاستمتاع بما هو متواجد لديك. تخيل أنك تبحث عن فراشة، فبدلاً من البحث في أماكن واضحة، ابحث في الأماكن التي لم تفكر بها من قبل.

فمثلاً، قد تكتشفُ السعادة في قضاءِ وقتٍ مع أحبائك، في ممارسةِ هوايةٍ تحبّها، في التعلّمِ شيءٍ جديد، أو في المساهمةِ في عملٍ خيريّ. لا تُقَيّد سعادةَك بِشروطٍ معيّنة، ولا تنتظر ظروفاً خاصّةً لتشعرَ بها. دعْها تُحلّق حُرّةً، وتُفاجِئُكَ بِجمالها اللا متناهي. تذكر أن السعادة ليست هدفًا بل رحلة.

لذا، دعونا نختم بهذه الكلمات: لا تبحث عن السعادة في الأماكن المتوقّعة، بل دعْها تُفاجِئُكَ. أغلِقْ عقلك، وافتَحْ قلبَك، واستمتِعْ بِرحلةِ اكتشافِ السعادةِ في كلّ لحظة. شاركوني أفكاركم وتجاربكم في الوصول إلى السعادة، فلنبنِي معاً مجتمعاً أكثرَ سعادَةً. ما هي تلك “الفراشة” التي اكتشفتموها مؤخراً؟

Photo by Jonas Off on Unsplash

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top