هل فكرت يومًا في اللحظات الصغيرة التي تُشعرك بسعادة غامرة؟ تلك اللحظات التي تتسلل إليكِ دون سابق إنذار، كشِعاع من الشمس يخترق الغيوم المُظلمة، أو كُهجة طائرٍ حُرٍّ يملأُ قلبكِ بِسِرورٍ لا يُوصف. نبحث جميعًا عن السعادة، نسعى إليها كأنها كنزٌ مُخبّأ، ونخطط لها ونُعدّ لها، لكن أحيانًا تُفاجئنا السعادةُ بشكلٍ مُفاجئٍ تمامًا، تُزهرُ فجأةً في حياتنا كزهرةٍ ربيعيةٍ جميلة، تُلونُ يومنا بألوانٍ زاهيةٍ لم نتوقعها. نتوقّع السعادة في الأحداث الكبيرة، في النجاحات المُبهِرة، وفي اللحظات المُنتظرة، لكن السعادة الحقيقية تتجاوزُ تلك الحدود، وتمتدُ لتشملَ تفاصيلَ الحياة البسيطة، التي غالبًا ما نغفل عنها في سعيِنا وراءِ الأهدافِ الكُبرى. فهل فكّرتِ يومًا في قوةِ تلك اللحظاتِ الصغيرةِ، وقدرتها على إضفاءِ السعادةِ على حياتنا؟
***
سعادةٌ كفراشةٍ، تهبطُ على كتفيْكِ فجأةً.
***
هذا القول يُجسّدُ بدقةٍ تلك اللحظاتِ العفويةِ من السعادة التي تُفاجئنا بها الحياة. كفراشةٍ رقيقةٍ، تُحلّقُ في الهواء ثم تهبطُ فجأةً على كتفكِ، تُضيفُ لمسةً جميلةً لا تُنسى. ربما تكونُ هذه الكفراشةُ ابتسامةً من طفلٍ، أو مكالمةً هاتفيةً مُفاجئةً من أحدِ الأحبة، أو لحظةٌ من الهدوءِ والسكينةِ وسطَ ضجيجِ الحياة. هي تلك التفاصيلُ الصغيرةُ التي لا نُدركُ قيمتها إلا عندما نشعرُ بها، عندما تُنيرُ أرواحَنا بِضوءٍ ساطعٍ، تُعيدُ إلينا أملنا وتُذكرنا بجمالِ الحياةِ البسيطة. تعلّمنا هذه المقولة أن نكونَ مُستعدّين لاستقبالِ السعادة في أيّ وقت، فلا نُركز فقط على الأهدافِ الكبيرة، بل نُقدرُ أيضاً تلك اللحظاتِ الصغيرةَ التي تُفاجئنا بجمالها وعذوبتها.
***
في الختام، السعادة ليست هدفًا نصل إليه فقط بعدَ تحقيقِ أهدافٍ كبيرة، بل هي رحلٌةٌ نتشاركها في تفاصيلِ الحياةِ اليومية. دعونا نُدركَ قيمةَ تلك اللحظاتِ الصغيرةِ التي تُشبهُ الكفاحاتِ التي تُضيفُ جمالًا إلى حياتنا، وتُساعدنا على إيجادِ السعادةِ في أبسطِ الأمور. حاولوا اليوم أن تُلاحظوا تفاصيلَ حياتكم، وانتبهوا لِلحظاتِ السعادةِ الصغيرةِ التي تُحيطُ بكم، واكتبوا عنها، شاركوها مع أصدقائكم، واحتفظوا بها كذكرياتٍ جميلةٍ تُسعدكم في أوقاتِكمِ الصعبة. تذكروا دائماً أن السعادة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي رحلة جميلة تستحق العيش.
Photo by Alexander Krivitskiy on Unsplash
