هل سبق لك أن شعرت بتلك اللحظة الساحرة، ذلك الشعور بالرضا والسرور الذي يغمرك فجأةً؟ لُحظةٌ تختفي سريعاً كأنها لم تكن، تاركةً خلفها ذكرياتٍ جميلةً واشتياقاً خفيفاً لما كان. ربما كانت لحظة نجاحٍ في العمل، أو ضحكةٍ صادقةٍ مع الأحبة، أو مجرد غروبٍ شمسٍ ساحرٍ ألهمك السلام الداخلي. نحن نسعى جميعاً وراء السعادة، تلك الحالة النفسية الجميلة التي تُضفي معنىً على حياتنا. لكن هل هي هدفٌ ثابتٌ يمكن بلوغه والتمسك به للأبد؟ أم أنها زائرةٌ جميلةٌ تأتي وتذهب؟ دعونا نستكشف هذا الموضوع معاً.
—
سعادةٌ كفراشةٍ، تهبطُ على كتفكِ ثمّ تطيرُ.
—
هذا المثل الشعريّ يُجسّد بدقةٍ طبيعة السعادة. فهي كالفراشة، رقيقةٌ، جميلةٌ، غير مُتوقعة. تهبطُ على كتفكِ لتُنير لحظاتكِ بجمالها، لتُهدي لكِ شعوراً بالراحة والسكينة، لكنها لا تبقى للأبد. تُطيرُ بعيداً، مُخلّفةً وراءها أثرها الخفيف، وذكرىً جميلةً. هذا لا يعني أن السعادة مُستحيلةٌ، بل يعني أن علينا أن نُدرك طبيعتها العابرة، وأن نُقدر لحظاتها الثمينة. لا ننتظر السعادة أن تستقرّ فينا كشيءٍ دائم، بل نتعلم أن نُقدر اللحظات الصغيرة، وأن نُنشئ ذكرياتٍ جميلةً تُضفي معنىً على رحلتنا. فكر في أخر مرة شعرت فيها بسعادةٍ غامرة، ما الذي جعلها خاصةً؟ هل كان حدثاً كبيراً، أم لحظةً بسيطة؟ ربما كان ذلك درساً في تقدير لحظات السعادة، مهما كانت صغيرة.
فكّر أيضاً في كيفية جذب “الفراشات” السعيدة إلى حياتك. هل أنت تهتمّ بنفسك، بصحتك الجسدية والنفسية؟ هل تُحيط نفسك بأشخاصٍ إيجابيين؟ هل تُمارس أنشطةً تُسعدك؟ كل هذه العناصر تُساهم في خلق بيئةٍ خصبةٍ لاستقبال “فراشات” السعادة. فالسعادة ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي سلسلةٌ من اللحظات الجميلة التي نصنعها بأنفسنا.
—
في الختام، تُعلّمنا مقولة “سعادةٌ كفراشةٍ، تهبطُ على كتفكِ ثمّ تطيرُ” أنّ السعادة ليست حالةً دائمةً، بل هي رحلةٌ جميلةٌ تتطلب منا أن نُقدر كل لحظةٍ سعيدة، وأن نتعلم كيف نجذب المزيد من هذه اللحظات إلى حياتنا. دعونا نُعيد النظر في تعريفنا للسعادة، ونُركز على بناء علاقاتٍ إيجابيةٍ، وممارسة أنشطةٍ تُسعدنا، والاهتمام بأنفسنا. شاركنا أفكارك حول ما يُسعدك، كيف تُقدر لحظات السعادة الصغيرة في حياتك؟ دعونا نتبادل قصصنا وخبراتنا لنُلهم بعضنا البعض في رحلتنا نحو حياةٍ مُفعمةٍ بالفرح والسعادة.
Photo by Q Q on Unsplash