هل سبق وأن شعرتَ بتلك اللحظة الساحرة، تلك الثواني القليلة التي تتوقف فيها الحياة للحظة، لتُشعِرَك بسلامٍ داخلي عميق؟ لحظةٌ تُنسيك هموم الحياة اليومية، ضغوط العمل، أو حتى تلك المشكلة الصغيرة التي كانت تُقلقك قبل دقائق. تلك هي السعادة، ببساطتها وعفويتها، تلك المشاعر الجميلة التي نطمح جميعًا إلى الشعور بها، والتي نبحث عنها في كل زاوية من زوايا حياتنا. نعثر عليها أحيانًا في لحظاتٍ بسيطة، كابتسامة طفل، أو قهوة صباحية هادئة، أو حتى في حديثٍ مُريح مع صديق عزيز. لكن السعادة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي رحلةٌ جميلة نتشاركها جميعًا، رحلةٌ نكتشف فيها أسرارَ قُلوبنا، ونتعلم كيف نُضيءُ حياتنا بنورٍ لا يُطفأ. والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً: كيف نُحافظ على هذه اللحظات، وكيف نجعل منها جزءًا من حياتنا اليومية؟
نوافذٌ زرقاءٌ تُطلُّ على بحرٍ من السكر.
هذا التعبير الشّاعريّ يُجسّد، بشكلٍ بديع، جوهرَ السعادة. تخيلوا نوافذ زرقاء صافية، تُطلّ على بحرٍ واسعٍ من السكر، بحرٍ من اللذة والفرح، بحرٍ لا حدود له. هذه النوافذ هي بواباتٌ تفتحُ لنا الطريق إلى السعادة، فهي ليست مجرد نوافذ مادية، بل هي مُثلٌ عليا، أفكارٌ إيجابية، وعاداتٌ صحية، نحتاجُ إلى رعايتها و تنميتها. تلك النوافذ قد تكون علاقةً قويةً مع العائلة والأصدقاء، أو اهتمامًا بموهبتنا، أو ممارسة رياضة نحبها. كل هذه الأمور تُشبه تلك النوافذ التي تُطلّ على بحرٍ من السعادة، بحرٍ لا ينضب ما دمنا نُحافظ على نظافتها وسُلامتها. فالسعادة ليست حالةً ثابتة، بل هي رحلةٌ مستمرة تتطلبُ منا الجهدَ والوعيَ والإرادةَ.
وبالتالي، علينا أن نُحدد تلك “النوافذ” في حياتنا، وهي تلك الأشياء التي تُشعِرنا بالراحة والسعادة، ثم نحرص على الحفاظ عليها وتنميتها. فإذا كانت علاقتنا مع عائلتنا مصدرًا لسعادتنا، فلنُقوّي هذه العلاقة بالتواصل الدائم والاهتمام المتبادل. وإذا كانت ممارسة الرياضة تُشعِرنا بالحيوية والطاقة، فلنجعلها جزءًا ثابتًا من روتيننا اليومي. وإذا كانت القراءة أو الكتابة أو أي نشاط آخر يُسعدنا، فلنخصص له وقتًا كافيًا.
باختصار، السعادة ليست مُجردَ حالةٍ عابرة، بل هي نمطٌ حياةٍ نُبنيه بأيدينا، بإيجادِ تلك “النوافذ الزرقاء” والتي تُطلّ على بحرٍ من السكر، بحرٍ لا ينضب من الفرح والامتنان. فلنُفكر قليلاً في “نوافذنا الزرقاء”، ولنشارك بعضنا البعض ما يُشعِرنا بالسعادة، ولنعمل معًا على بناء حياةٍ أكثر سعادةً وإشراقًا. شاركنا أفكارك وخبراتك في التعليقات!
Photo by Sincerely Media on Unsplash