كم مرةٍ تساءلتَ عن سرّ تلك اللحظات التي تُشعِرُكَ بسعادةٍ غامرةٍ؟ تلك اللحظاتُ العابرةُ التي تُزيِّنُ يومكَ العاديّ، تُضيءُ وجهكَ بابتسامةٍ لا تُقاومُ. ربما كانتْ لحظةً بسيطةً، كُحُضنٍ دافئٍ، أو ضحكةٍ صادقةٍ من شخصٍ عزيزٍ، أو حتى نَظرةٌ إلى غروبٍ شَمسيٍّ رائعٍ. السعادةُ ليستْ هدفاً نَسعى إليه بعيداً في الأفق، بل هيَ مجموعةٌ من اللحظاتِ الصغيرةِ، من المشاعرِ الجميلةِ التي تُعيشُها يومياً. هيَ ليستْ حالةً ثابتةً، بل هيَ رحلةٌ مستمرةٌ نَسيرُ فيها، نكتشفُ طُرُقاً جديدةً لِلتعاملِ مع أنفسنا ومع العالمِ من حولنا. رحلةٌ قد تكونُ مليئةً بالتحديات، لكنها في النهاية تُثري حياتنا وتُعزز من قيمتنا. فما هيَ إذن أسرارُ هذه الرحلة؟ وكيف نَصنعُ من حياتنا لوحةً فنيةً زاهيةً بألوان السعادة؟
نوافذُ سماءٍ زرقاءٌ تُمطرُ حُلىً.
هذا البيتُ الشعريّ الجميلُ يُجسّدُ جوهرَ السعادةِ ببراعةٍ. فكما أنَّ نوافذَ السماءِ الزرقاءِ تُمطرُ حُلىً، فإنّ حياتنا قد تُمطرُنا بِلحظاتٍ جميلةٍ، بِفرصٍ ثمينةٍ، بِمُفاجآتٍ سارةٍ. لا نحتاجُ إلى البحثِ عن السعادةِ في أماكنَ بعيدةٍ، فإنّها قريبةٌ منّا، تُحيطُ بنا من كلِّ جانبٍ. إنّها في تفاصيلِ الحياةِ البسيطةِ، في القدرةِ على التقديرِ لِما نملكه، في العلاقاتِ القويةِ مع من نحبّ، في إنجازِ أهدافنا، صغيرةٍ كانت أم كبيرة. كلّ إنجاز، كلّ موقفٍ إيجابيّ، كلّ تَغلُّبٍ على صعوبةٍ، كلُّ هذهِ الأمورُ تُشبهُ قطراتِ حُلىٍ تُسقِطُها السماءُ الزرقاءُ على قلوبنا.
وَلِنعيشَ هذهِ السعادةَ، علينا بإيجادِ التوازنِ بينَ أهدافنا وطموحاتنا وبينَ استمتاعنا بلحظاتِ الحاضر. فالسعيُ وراءَ الأحلامِ مهمّ، لكن لا يجبُ أن يُنسينا جمالَ الرحلةِ نفسها. علينا أن نُدركَ قيمةَ كلِّ لحظةٍ ونُقدِّرها، وأن نُحيطَ أنفسنا بِالأشخاصِ الإيجابيينِ الذين يُلهمونا ويُشجعوننا. و الأهمّ من كلِّ ذلكَ، أن نُدركَ قيمةَ الامتنانِ لِما نملكه، فالشعورُ بِالامتنانِ هوَ مفتاحٌ أساسيٌّ لِلسعادةِ الدائمةِ.
في الختام، السعادةُ ليستْ هدفاً يُتَمّ بل هيَ رحلةٌ مُستمرّةٌ، رحلةٌ نكتشفُ فيها جمالَ الحياةِ في تفاصيلها. دعونا نتأملُ في هذهِ الكلماتِ ونُعيدَ صياغةَ علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين، ولنَبدأ بإيجادِ نوافذِ سماءٍ زرقاءٍ تُمطِرُ حُلىً في حياتنا يومياً. شاركوا معنا أفكاركم وتجاربكم في السعادة، فلنُلهمَ بعضنا البعضَ في هذهِ الرحلةِ الجميلة. تذكروا، السعادةُ قيمةٌ ثمينةٌ تستحقُ أن نُكرسَ لها وقتنا وَجهودنا.
Photo by Gabriela Testa on Unsplash