كم من مرةٍ شعرتَ بمدٍّ دافئٍ من السعادة يغمرك، شعورٌ لا يُوصف، يُشعرك بأنّ الحياة جميلةٌ فعلاً؟ ربما كان ذلك بعد إنجازٍ مهم، أو لفتةٍ جميلة من شخصٍ عزيز، أو حتى لحظة بسيطةٍ من الهدوء والسكينة. هذه المشاعر الجميلة غالباً ما تكون مرتبطةً بشعورٍ داخليّ عميق: الشكر. في زحمة الحياة اليومية، وسط ضغوط العمل والمسؤوليات، غالباً ما ننسى أهمية التعبير عن امتناننا لما نملك، وللآخرين من حولنا. لكنّ تعلّمنا عادات الشكر يُساهم بشكلٍ كبيرٍ في تحسين حياتنا، ويُضفي عليها معنىً أعمقَ وأجمل. فالامتنان ليس مجرد كلماتٍ نُرددها، بل هو موقفٌ حياةٍ، يُغيّر من نظرتنا إلى الأمور، ويُفتح أبوابَ السعادة في وجوهنا.
غمرتني سعادةٌ كفراشةٍ رقصتْ على أوتار قلبي.
هذا الشعور الرائع الذي تصفه هذه الكلمات الجميلة هو جوهر ما نتحدث عنه. تخيلوا فراشةً رقيقةً، ترقصُ بِحُرّيةٍ على أوتار قلبكم، تُضفي ألحاناً جميلةً على حياتكم. هذا ما يفعله الشكر، فهو يُنشطُ روحنا، ويُضيءُ أيامنا بفرحٍ لا يُضاهى. فكروا في موقفٍ شعرتم فيه بهذه السعادة العظيمة بسبب امتنانكم، ربما كان ذلك بعدَ تقديم شخصٍ لكم مساعدةً كبيرة، أو بعدَ نجاحٍ كبيرٍ حققتموه بفضل دعمِ الآخرين. تلك الأمثلة تُبيّن مدى تأثيرِ الشكر في بناءِ العلاقات وإيجاد السعادة الحقيقية. عندما نتعلّم أن نرى الجوانب الإيجابية في حياتنا، ونُعبّر عن امتناننا لها، تتغير نظرتنا للأشياء، وتصبح حتى الصعوبات أكثر تحملاً.
لنكن أكثر وعياً لِقوةِ الشكر، ولنُمارسها في حياتنا اليومية. يمكننا كتابة يومياتٍ للامتنان، أو مجرد تدوين أشياء نحنُ مُمتنّون لها في أوقاتٍ مختلفةٍ من اليوم. يمكننا أيضاً التعبير عن امتناننا للآخرين بشكلٍ مباشر، بإعطاء الكلمات الدافئة، أو بإجراءاتٍ ملموسةٍ تُظهر امتناننا و تقديرنا لهم.
باختصار، الشكر ليس مجرد عادةٍ إيجابية، بل هو مفتاحٌ للسعادة والسلام الداخليّ. هو مصدرٌ قويٌّ للإيجابية يُغيّر حياتنا إلى الأفضل. فلنأخذ وقتاً لنتأمل في ما نملكه، ولنُعبّر عن امتناننا بكلّ ما أوتينا من قوة، ولنشاطِر أفكارنا و خبراتنا مع الآخرين. ففي مشاركة شعورِ الامتنان، يُضاعفُ تأثيرُه، ويُصبحُ جوهرُ الحياةِ أكثرَ إشراقةً و جمالاً. ما هو الشيء الذي تُمتنّ له اليوم؟ شاركنا أفكارك!
Photo by Slava Stupachenko on Unsplash