هل فكرت يومًا في السعادة؟ ما هي بالضبط؟ هل هي هدف بعيد المنال، أم لحظة عابرة؟ ربما نبحث عنها في ثراءات الدنيا، أو في إنجازاتنا المهنية، أو في العلاقات القوية التي نرعاها. لكن الحقيقة أن السعادة ليست شيئًا “يُوجد”، بل هي حالة “تُبنى”. إنها ليست وجهة نهائية، بل رحلة مستمرة تتطلب منا الوعي بأنفسنا وبمحيطنا، وتتطلب التقدير للتفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما نتغافل عنها في زحام الحياة اليومية. من قهوة الصباح إلى ضحكة طفل، من لحظات التأمل الهادئة إلى إحساس بالامتنان، تتسلل السعادة إلينا بشكل لا يُتوقع في أكثر الأحيان. إنها ليست مُرادِفًا للعيش الخالي من المشاكل، بل هي القدرة على تجاوزها بسلام وإيجابية. الرحلة طويلة، لكنها تستحق كل جهد نبذله للوصول إلى ذلك الإحساس بالرضا الداخلي الذي يُشعِرنا بأننا على الطريق الصحيح.
Felicidade: Sun-kissed shadows dance on silent dunes.
يُجسّد هذا الاقتباس بصورة شعرية جميلة مفهوم السعادة. “Felicidade” بالبرتغالية تعني السعادة، و “ظلال مشمسة ترقص على كثبان صامتة” تُشير إلى التناقض الجميل بين الظلام والضوء، بين الصمت والحركة. فهي تشبيه للسعادة كشيء لا ينبع من الكمال المطلق، بل من توازن بين اللحظات السعيدة والتحديات التي نواجهها. مثلما ترقص الظلال على الكثبان بجمال لا يُوصف، تُظهر لنا السعادة جمالها حتى في أوقات الصمت والهدوء النسبية. فليس من الضروري أن نكون في حالة من النشاط الدائم كي نشعر بالسعادة، بل يمكننا أن نجدها في لحظات التأمل الهادئة، في اتزان الروح والعقل والجسد. تخيل نفسك جالسًا على كثيب رملي في صحراء واسعة، تشعر بدفء الشمس على بشرتك، وتشاهد الظلال الراقصة ببطء، هذا هو جوهر السعادة: الجمال في البساطة، والسلام في الهدوء.
في ختام هذا المقال، دعونا نتذكر أن السعادة ليست هدفًا نصل إليه في يوم ما، بل هي أسلوب حياة نبنيه يومًا بعد يوم. رحلة البحث عنها مليئة بالتجارب والدروس، بعضها سيكون سعيدًا، والبعض الأخر سيكون صعبًا. لكن الاهم هو أن نستمتع بكل لحظة، أن نقدر الجميل في حياتنا، وأن نلقي نظرة إيجابية إلى المستقبل. خذ بعض الوقت للتأمل في ما يُشعرُك بالسعادة، و شارك أفكارك مع من تحب، فربما تكتشف أشياء جديدة تسهم في زيادة شعورك بالرضا والسعادة في حياتك. فرحلة البحث عن السعادة هي رحلة ذاتية فريدة، والأهم أنها رحلة تستحق العيش.
Photo by Leo_Visions on Unsplash