هل فكرت يومًا في سرّ تلك اللحظات التي تملأ قلبك بفرحةٍ غامرة؟ تلك اللحظات التي تشعر فيها بأنّ العالم كله يبتسم لك، وأنّ كل شيء ممكن؟ ربما كانت لحظة نجاحٍ مُذهلة، أو لقاءٌ عائليّ دافئ، أو حتى مجرد غروب شمسٍ ساحر. نحن نبحث جميعًا عن السعادة، ذلك الشعور الذي ننشده في أعماقنا، ونُحاول جاهدين الوصول إليه. لكن السعادة ليست وجهةً نهائية نصل إليها يوماً ما، بل هي رحلةٌ مستمرة، مليئة بالمنعطفات والتحديات، والتي تحتاج إلى رعايةٍ خاصةٍ لتُزهرَ وتُثمر. فالسعادة ليست مجرد غياب المشاكل، بل هي قدرةٌ على التكيّف معها، وإيجاد الجمال في تفاصيل الحياة اليومية البسيطة، كُلّها تُساهم في بناء ذلك الشعور العميق بالرضا والسلام الداخلي. فهل تساءلت يومًا عن أين تكمن بذور هذه السعادة؟
***
**ضحكةٌ طفلةٌ، تُزهرُ فجأةً في حديقةِ قلبك.**
***
هذا البيت الشعريّ البديع يُلخّص لنا جوهر السعادة ببساطةٍ مُدهشة. تخيلْ لحظةً تُفاجئك فيها ضحكةٌ بريئةٌ، نقيةٌ، كضحكة طفلٍ صغير. هذه الضحكة، كم هي قادرةٌ على أن تُغيّر مزاجك، أن تُشعِرَكَ بالهدوء والسكينة، أن تُعيد إليكَ إحساساً بالبراءة والفرح الذي ربما تناسيناه في زحام الحياة. إنّها تُمثل بدايةً جديدة، فرصةً لإعادة تشغيل قلبك، لإعادة زرع الأمل والفرح في حديقةِ روحك. فكّر في الأشياء البسيطة التي تُشبه هذه الضحكة الطفولية: كلمةٌ طيبة، مساعدةٌ لشخصٍ محتاج، مُشاهدةُ غروب الشمس، أو حتى استماعٌ إلى قطعةٍ موسيقيةٍ مُفضّلة. كلّ هذه الأشياء تُشبه بذور السعادة التي تنتشر في حديقة قلبك، وتُزهر فجأةً بجمالٍ مُبهر.
إنّ بناء هذه الحديقة يتطلب عنايةً ومُثابرةً. يُمكنك بدءًا من مُمارسة الامتنان لما تملكه، إلى تخصيص وقتٍ للأنشطة التي تُشعرك بالسعادة، كالقراءة، الكتابة، الرياضة، أو قضاء وقتٍ مع الأحباب. و لا تنسَ أهمية العناية بنفسك جسدياً وعقلياً، فالصحة الجيدة هي أساس السعادة الحقيقية.
وختاماً، تذكّر دائماً أنّ السعادة ليست هدفاً بعيداً، بل هي مجموعةٌ من اللحظات الصغيرة، كضحكةِ طفلٍ تُزهرُ فجأةً في حديقةِ قلبك. خذْ وقتك للتفكير في ما يُسعدك، وَشاركْ تجربتكَ مع الآخرين، ففي مُشاركةِ السعادة تزدادُ وتتضاعف. فليكن بحثكَ عن السعادة رحلةً جميلةً، مليئةً بالأمل والفرح والامتنان.
Photo by Nathan Dumlao on Unsplash