هل سألت نفسكَ اليوم، ما الذي يُشعركَ بالسعادة الحقيقية؟ هل هي تلك اللحظاتُ العابرةُ من النجاح المهنيّ، أم الاستمتاعُ بلحظاتٍ عائليةٍ دافئةٍ؟ ربما تكونُ السعادةُ في تفاصيلٍ صغيرةٍ، كشُربِ فنجانِ قهوةٍ دافئٍ في صباحٍ مشمسٍ، أو سماعِ أغنيةٍ تُحبّها، أو حتى إتمامِ مهمةٍ كنتَ تُؤجّلُها. نحنُ نبحثُ جميعاً عن السعادة، تلكَ الشعلةُ التي تُضيءُ حياتنا وتُلونُها بألوانٍ زاهيةٍ. ولكن، أينَ نجدُها؟ وكيفَ نحافظُ عليها؟ رحلةُ البحثِ عن السعادة ليست رحلةً سهلةً، ولكنها رحلةٌ تستحقُ العناء، رحلةٌ تُكشفُ لنا جمالَ الحياةِ بجميعِ تفاصيلها. دعونا نتأملُ معاً في معنى السعادة الحقيقيّة، ونتعلّمُ كيفَ نزرعُ بذورَها في قلوبنا.
ضحكةٌ طائشةٌ، كَزهرةٍ في صحراءٍ قاحلة.
هذه الكلماتُ تُجسّدُ بشكلٍ بديعٍ معنى السعادة في أشدّ الظروفِ صعوبةً. تخيلوا صحراءً قاحلةً، جرداءً، ثمَّ تخيّلوا زهرةً واحدةً تتفتحُ في وسطِها، زهرةً تنبضُ بالحياةِ والجمالِ. هذه الزهرةُ هي رمزٌ للسعادةِ التي يمكنُ أن تتفتحَ في قلوبنا حتى في أصعبِ الأوقات. ضحكةٌ طائشةٌ، حتى وإنْ كانتْ عابرةً، تُمثلُ شيئاً ثميناً، شيئاً يُعيدُ لنا الأملَ ويُذكرُنا بقدرتنا على التغلّبِ على الصعاب. فكّر في لحظةٍ شعرتَ فيها بالسعادةِ رغمَ وجودِ مشاكلَ أو تحدياتٍ في حياتك. هذا هو سرّ السعادة الحقيقيّة: القدرةُ على إيجادِ الجمالِ والفرحِ حتى في أكثرِ الأوقاتِ قسوةً.
قد تكونُ هذه “الزهرةُ” لحظةً من التواصلِ مع شخصٍ عزيزٍ، أو إنجازٌ صغيرٌ يُشعرُكَ بالإنجازِ، أو حتى تفاصيلٌ بسيطةٌ في طبيعةٍ خلابة. لا يجبُ أن تكونَ السعادةُ أحداثاً ضخمةً، بل يمكنُ أن تكونَ في أصغرِ التفاصيلِ، في لحظاتٍ قد تبدو عاديةً، ولكنها تُخفي عمقاً من الجمالِ والسعادة. إنّ الوعيَ بهذهِ اللحظاتِ الصغيرةِ هوَ المفتاحُ لإيجادِ السعادةِ في حياتنا اليومية. فكّروا في الأشياءِ الصغيرةِ التي تُسعدكم، وابحثوا عنها، واحتفلوا بها، وسوفَ تكتشفونَ أنّ السعادةَ قريبةٌ منكم أكثرَ ممّا تتخيلون.
لذلك، دعونا نُعيدَ تأملَ هذه الكلماتِ الرائعةِ، “ضحكةٌ طائشةٌ، كَزهرةٍ في صحراءٍ قاحلة”، ولنُدركَ قيمةَ اللحظاتِ الصغيرةِ التي تُشعِرُنا بالسعادة. شاركونا ما هيَ الأشياءُ التي تُسعدُكم في التعليقات، ودعونا نتعلّمُ من بعضنا بعضاً كيفَ نزرعُ بذورَ السعادةِ في قلوبنا ونُحافظُ عليها. فالسعادةُ ليستِ هدفاً نصلُ إليه، بل هيَ رحلةٌ نستمتعُ بها، رحلةٌ تُثري حياتنا وتُضيءُ دروبنا.
Photo by Isaac Castillejos on Unsplash