كم من مرةٍ شعرتَ بتلكَ الثقلِ على الصدرِ، ذلكَ الضغطِ الذي يُثقلُ كاهلكَ ويُحجبُ عنكَ ضوءَ الفرحِ؟ نحنُ جميعاً نمرُّ بلحظاتٍ من الحزنِ والقلقِ، أوقاتٍ تبدو فيها السعادةُ كخيالٍ بعيدٍ المنال. لكنّ السعادةَ ليستْ مجردَ حالةٍ عابرةٍ، بل هيَ رحلةٌ نتبعُ فيها طرقاً مُختلفة، نكتشفُ فيها جمالياتِ الحياةِ البسيطة، ونُنمّي فيها قوةَ الروحِ والقدرةَ على التكيّفِ مع تحدياتِ الحياةِ. نبحثُ عنها في نجاحاتنا المهنية، في علاقاتنا الاجتماعية الدافئة، في لحظاتِ الهدوءِ والسكينةِ، وفي التفاصيلِ الصغيرةِ التي غالباً ما نغفلُ عنها. فالسعادةُ ليستْ هدفاً نصلُ إليه يوماً ما، بل هيَ مجموعةٌ من الخياراتِ اليوميةِ، من الأفكارِ الإيجابيةِ، والعاداتِ الصحيةِ التي نختارُها لنُشكلَ بها حياتنا الخاصة. فلنتوقفَ قليلاً لنفكرَ كيفَ نُضيءُ دروبنا نحوها.
ضحكةٌ شمسيةٌ، تُذيبُ جليدَ القلبِ.
يُجسّدُ هذا القولُ بإيجازٍ قوةَ الضحكِ في إذابةِ جليدِ الحزنِ والقلقِ الذي يتغلغلُ في قلوبنا. الضحكُ الصادقُ، الضحكُ من القلبِ، ليسَ مجردَ ردّة فعلٍ، بل هوَ أداةٌ فعّالةٌ لتحسينِ المزاجِ، وتخفيفِ التوترِ، وحتى تعزيزِ المناعةِ الجسديةِ. تخيلوا لحظةً تشاركون فيها ضحكةً مع أحبائكم، أو لحظةً تضحكون فيها على نكتةٍ ذكيةٍ، ستشعرون بأنهُ قد ذابَ بعضٌ من جليدِ القلبِ، وبدأت الشمسُ تُشرقُ من جديدٍ. هذهِ اللحظاتُ البسيطةُ هيَ مفاتيحُ السعادةِ الحقيقيةِ. يمكننا أن نُنشئَها بأنفسنا من خلالِ ممارسةِ أشياءٍ تُسعدنا، كقراءةِ كتابٍ مُمتع، أو الاستماعِ إلى موسيقى هادئة، أو قضاءِ وقتٍ في الطبيعةِ.
وخلاصةُ القولِ، إنّ السعادةَ ليستْ حالةً ثابتةً، بل هيَ رحلةٌ نعملُ عليها يومياً. دعونا نُركزَ على الأشياءِ التي تُسعدنا، ونُنمّي عاداتٍ صحيةٍ تساعدنا على بناءِ حياةٍ مُرضيةٍ. فلنُطلقِ ضحكاتٍ شمسيةٍ تُذيبُ جليدَ قلوبنا، ولنشاركَ هذهِ الفرحةَ مع من حولنا. فكّروا اليومَ في ما يُسعدُكم، واكتبوا ذلكَ في مذكراتكم، واشاركوني أفكاركم، فربما نُضيءُ دروبَ بعضنا نحوَ السعادةِ بمشاركةِ خبراتنا وتجاربنا. تذكروا دائماً، السعادةُ خيارٌ، وخيارٌ يستحقُ الاستثمارَ فيه.
Photo by Heather Shevlin on Unsplash