كم من مرة واجهتَ تحديًا في حياتكِ، شعرتَ فيهِ بأنّكَ على حافةِ الانهيار؟ كم من مرةِ ظننتَ أنّ الأمورَ ستُسيرُ إلى الأسوأ؟ نحنُ جميعًا نمرُّ بلحظاتٍ صعبةٍ، فقدانٌ، إخفاقٌ، أحلامٌ تُحطمُ. ولكنّ الفرقَ بينَ من ينهارُ ومن يُبحرُ عبرَ هذهِ العواصفِ، يكمنُ في شيءٍ واحدٍ: **المرونة**. ليست المرونةُ مجردَ قدرةٍ على التكيّف، بل هي فلسفةٌ حياةٍ، طريقةٌ للتعاملِ معِ الصعابِ دونَ أنْ تُسلبَ منّا سعادتنا أو أهدافنا. إنّها القدرةُ على النهوضِ من جديدٍ، على إعادةِ بناءِ أنفسنا بعدَ كلّ سقوطٍ، على رؤيةِ الضوءِ في أعتمِ الظلمات. فهل تخيلتَ يوما كيف تتغلغل جذور الشجرة في الصخر بحثا عن الماء؟ هذا ما سنناقشه اليوم.
أشجارٌ تُزهرُ في صخورٍ، إصرارٌ يرقصُ.
هذا البيتُ الشعريّ الرائعُ يُجسّدُ جوهرَ المرونةِ ببراعةٍ. فكّرْ في الأشجارِ التي تُزهرُ في الصخورِ، تُواجهُ صعوباتٍ جمةً للوصولِ إلى الماءِ والغذاءِ، إلّا أنّها تُصرُّ على الحياةِ، تُزهرُ لتُعلنَ عن إصرارها على الوجود. هذا الإصرارُ هوَ ما يُميزُ المرونةَ، هوَ رقصُ الحياةِ في وجهِ الصعابِ. ليسَ الأمرُ أن نُنكرَ وجودَ التحديات، بل أن نتعاملَ معها بذكاءٍ ومرونةٍ، أن نجدَ الطرقَ المُبتكرةَ للتغلبِ عليها. فكّر مثلا في الرياضيّ الذي يتخطّى الإصابة، أو الطالب الذي يتغلب على الفشل في امتحان ليبدأ من جديد بقوة، أو حتى الأم التي تواجه ضغوط الحياة وتجد القوة لإسعاد أسرتها. كل هؤلاء يمثلون تجسيدًا حيًا للمرونة.
تُعتبرُ المرونةُ مُهارةً قابلةً للتعلمِ والتطويرِ. يمكننا بممارسةِ التمارينِ الذهنيةِ، وتطويرِ مهاراتِنا في حلّ المشكلات، وبناءِ شبكاتِ دعمٍ اجتماعيّةٍ قوية، أن نُعزّزَ قدرةَ أنفسنا على مواجهةِ الصعابِ. ليسَ من الضروريّ أن نكونَ أقوياءَ دائمًا، بل من المهمّ أن نتعلمَ كيفَ ننهضُ من جديدٍ، وكيفَ نستفيدُ من تجاربِنا السابقةِ لتصبحَ دروسًا قيّمة. تعلّم تقبل الذات مع عيوبها ومواطن ضعفها خطوة أساسية في طريق المرونة.
في الختام، إنّ المرونةَ ليستَ مجردَ كلمةٍ، بل هيَ أسلوبُ حياةٍ يُمكّنُنا من العيشِ حياةٍ أكثرَ إشباعًا وسعادةً، حتّى في ظلّ الصعاب. دعونا نتأمّلُ في قصّةِ الأشجارِ التي تُزهرُ في الصخور، ونستلهمُ منها الإصرارَ والقدرةَ على التكيّف. شاركنا أفكارك حول المرونة، كيف تُمارسها في حياتك، وما هي التحديات التي واجهتها وكيف تغلبت عليها. فلنُلهم بعضنا البعض طريق المرونة ونُلهم العالم قوة الروح البشرية.
Photo by Adrien Ledoux on Unsplash