هل فكرت يومًا في سر السعادة؟ هل هي ثروة طائلة؟ منزل فخم؟ عائلة كبيرة؟ ربما تكون هذه الأشياء عوامل مساعدة، لكنها ليست جوهر السعادة. فالسعادة ليست وجهةً نصل إليها، بل هي رحلةٌ نقضيها في اكتشاف أنفسنا، في مواجهة تحديات الحياة، وفي تقدير اللحظات البسيطة التي غالبًا ما نتغافل عنها. في ضجيج الحياة اليومية، بين واجبات العمل والمسؤوليات الأسرية، ننسى أحيانًا أن نُقدّر النعم الصغيرة، ابتسامة طفل، كلمة طيبة من صديق، شمس مشرقة تُزيّن صباحنا. نسعى وراء الكمال، وننسى أن السعادة تكمن في الرضا والتوازن الداخلي، في قبول أنفسنا كما نحن، بعيوبنا ومميزاتنا. رحلة البحث عن السعادة رحلةٌ شخصية، تختلف من شخص لآخر، لكن جوهرها واحد: إيجاد السلام الداخلي والامتنان لما نملك. و الآن، دعونا نتأمل في هذا القول البليغ الذي يُلخص هذا المعنى بعمق:
السعادةُ زهرةٌ تُزهرُ في صدْعِ صخرٍ قاسٍ.
هذا القول الجميل يصور السعادة بشكلٍ رمزيٍّ قويّ. فالصخر القاسي يُمثّل تحديات الحياة، صعوباتها، أوقاتها العصيبة، آلامها وخيباتها. أما الزهرة التي تتفتح في صدعه، فهي السعادة التي تنمو وتزدهر حتى في أصعب الظروف. تُخبرنا هذه المقولة أن السعادة ليست مُستحيلة، بل هي ممكنة حتى وسط الألم والمعاناة. فلننظر حولنا، سنجد الكثير من الأمثلة على هذا: شخصٌ يتغلب على مرضٍ عضال ويجد السعادة في عائلته، آخر يتجاوز فشلاً مهنيًا ويُطلق مشروعه الخاص، ثالثٌ يتخطى صدمةً كبيرة ويُجدد أمله في الحياة. السعادة ليست غياب الصعاب، بل هي قدرة الإنسان على التكيّف، على إيجاد معنى في حياته، حتى عندما تبدو الأمور مُظلمة. تُعلّمنا هذه المقولة أهمية المثابرة، والتفاؤل، والبحث عن الجمال حتى في أصعب المواقف.
لن نُخفي حقيقة أن الحياة مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالفرص. فالسعادة ليست هبةً من السماء، بل هي نتيجة جهدنا، إيماننا، وعزمنا على مواجهة الصعاب. بإمكاننا أن نزرع بذور السعادة في قلوبنا، من خلال ممارسة التمارين الرياضية، الاهتمام بعلاقاتنا الاجتماعية، ممارسة الهوايات التي نحبها، والتأمل في نعم الله علينا. وحتى في أصعب الأوقات، علينا أن نتذكر أن السعادة زهرةٌ، بإمكانها أن تتفتح حتى في أصعب الظروف.
في الختام، دعونا نتأمل في هذا المعنى الجميل، و نتذكر أن السعادة ليست وجهةً، بل هي رحلةٌ نعيشها كل يوم. شاركونا أفكاركم وخبراتكم حول السعادة، كيف تجدونها في حياتكم اليومية؟ شاركوا هذه الرسالة مع أحبائكم لنُلهم بعضنا البعض ونُشجع بعضنا على إيجاد السعادة حتى في أصعب الظروف. فالسعادة تستحق الجهد، و تستحق البحث، و تستحق أن تُشارك.
Photo by Pawel Czerwinski on Unsplash