كم مرةً شعرتَ بأنّ يومكَ يفتقر إلى شيءٍ ما، شعورٍ دافئٍ يملأ قلبكَ بِالرضا والسرور؟ نحن جميعًا نبحثُ عن ذلك الشعور، تلك اللحظة التي تشعُرُ فيها بأنّ الحياةَ جميلةٌ حقًا، أنّ كلّ شيءٍ في مكانه الصحيح. السعادةُ ليست هدفًا بعيدًا منالًا، بل هي مجموعةٌ من اللحظات الصغيرة، من الإنجازاتِ البسيطة، من العلاقاتِ المميزة، من التقديرِ لما نملك. هي ليست حالةً ثابتةً، بل هي رحلةٌ مستمرةٌ، تتطلبُ منا الوعيَ بأنفسنا، وباحتياجاتنا، وبما يجعلُنا نشعرُ حقًا بالسعادة. فكّر في تلك الأوقات التي ضحكتَ فيها من صميم قلبك، أو تلك اللحظات التي شعرتَ فيها بالامتنانِ الشديد. هذه هي بصماتُ السعادةِ في حياتنا اليومية، وهذه هي التي نبني عليها فهمنا الخاص لما تعنيه السعادة حقاً.

السعادةُ فراشةٌ تَرقُصُ على أَطرافِ الأحلامِ.

هذا القولُ الجميلُ يصفُ السعادةَ بدقةٍ رائعة. فالسعادةُ كالفراشةِ الرقيقة، جميلةٌ، متقلبةٌ، صعبة المنال أحيانًا، ولكنها عندما تظهرُ تُضفي على حياتنا جمالاً خاصاً. “أطراف الأحلام”، فهي ليست الأحلامُ الكبيرةَ فقط، بل هي تلك الأمنياتُ البسيطةُ، التطلعاتُ الصغيرةُ التي نضعها لأنفسنا. ربما حلمٌ صغيرٌ بتناولِ فنجانِ قهوةٍ هادئٍ في الصباحِ، أو قراءةِ كتابٍ جميلٍ، أو قضاءِ وقتٍ ممتعٍ مع العائلة. هذه الأحلامُ الصغيرةُ، عندما تتحقق، تُشكلُ لحظاتٍ سعيدةٍ، تُشبهُ رقصةَ فراشةٍ رقيقةٍ على أطرافِها. تخيّل نفسك تسعى لتحقيق حلم صغير، كلما اقتربت من تحقيقه، شعرت بفرحة متزايدة تشبه رقص الفراشة، وكلما حققته شعرت بالسعادة التي تُشبه هبوط الفراشة بلطف على زهرة جميلة.

تُذكّرنا هذه المقولةُ بأنّ السعادةَ ليست شيئًا ننتظرهُ أن يحدث لنا، بل هي شيءٌ نصنعهُ بأنفسنا. بإمكاننا أن نُزرعَ بذورَ السعادةِ في حياتنا اليومية، من خلال ملاحقةِ أحلامنا، مهما صغرت، ومن خلال العنايةِ بأنفسنا، وبمن نحِبّ. بإمكاننا أن نتعلّم كيف نُقدّرُ اللحظاتِ الصغيرة، ونُركزُ على الجميلِ في حياتنا، وسنكتشفُ أنّه هناك فراشاتُ سعادةٍ كثيرةٌ تنتظرُ أن تَرَقصَ على أطرافِ أحلامنا.

لذا، دعونا نُعيدُ النظرَ في حياتنا، وفي أحلامنا، وَفي ما يجعلُنا نشعرُ بالسعادةِ حقًا. شاركوا معنا أفكارَكم، وَانعكسوا على ما يجعلكم تشعرون بالسعادة. فرحلة البحث عن السعادة رحلة شخصية ،لكنها رحلة تستحق العناء. فالسعادة، كما الفراشة، جمالٌ يستحقُ أن يُلاحَق.

Photo by Andris Gangis on Unsplash