هل فكرت يومًا كم هو بسيط أن تجد نفسك مبتسمًا؟ ربما لحظةٌ عابرةٌ، تفاصيل صغيرةٌ، نظرةٌ من عزيزٍ، أو نجاحٌ متواضعٌ، تُشعِرُكَ بِدفءٍ داخليٍّ غريب. هذه اللحظات، هذه القصاصاتُ الصغيرةُ من السعادة، هي التي تُرَكِّبُ لوحةَ حياتنا. نحنُ نبحثُ دائمًا عن السعادة، عن ذلك الشعورِ الذي يملأُ قلوبنا بالفرحِ والرضى، لكن أحيانًا نبحثُ في الأماكنِ الخاطئة، في الأهدافِ الكبيرةِ والطموحاتِ الضخمةِ، وننسى أنّ السرَّ قد يكونُ أقربَ إلينا مِمّا نتخيل. نبحثُ عنها في المُمتلكاتِ، في النجاحاتِ المهنيةِ، في المُثلَ العليا، لكن هل فكّرنا أن نجدها في أبسطِ الأشياء؟
**السعادةُ فراشةٌ تختبئُ في جوفِ الضحكةِ.**
هذا القولُ جميلٌ ببساطتهِ وعمقِهِ. فهو يُلخِّصُ فكرةً جوهريةً حول طبيعةِ السعادة: أنها ليست هدفًا بعيدًا من الصعب بلوغه، بل هي حالةٌ داخليةٌ تُوجدُ بِفعلِ الأفعالِ الصغيرةِ، كَالضحكةِ الصافيةِ، الصادقةِ. تخيلوا فراشةً جميلةً مخبأةً في داخلِ ضحكةٍ، ضحكةٍ تُذيبُ القلقَ وتُطردُ الحزنَ. هذه الضحكةُ ليستُ مجردَ حركةٍ عَضليةٍ، بل هي انعكاسٌ لِحالةِ الرضاِ والسّلامِ الداخليّ. حاولوا أن تُعيدوا إلى أذهانِكم لحظاتٍ ضحكتُم فيها بِصدقٍ، وسوف تُلاحظونَ أنّ السعادةَ كانتْ حاضرةً فيها بكلِّ قوّتها. قضاءُ وقتٍ مع الأصدقاء، مشاهدةُ فيلمٍ مُضحك، مُشاركةِ لحظةٍ جميلةٍ مع عائلتكم، كلُّ هذهِ الأشياءُ قد تُخفي في طياتِها “فراشةَ” السعادةِ.
في النهاية، لا تبحثوا عن السعادةِ في أماكنَ بعيدة، بل ابحثوا عَنها في قلبِكم، في ضحكاتِكم، في علاقاتِكم، في التفاؤلِ، وفي الامتنانِ لِما تملكونه. تذكروا دائمًا أنّ السعادةَ ليستْ هدفًا نصلُ إليهِ يومًا ما، بل هي رحلةٌ نتّبعها كلّ يوم. شاركوا هذه الأفكارَ مع أصدقائكم، وتأمّلوا في لحظاتِ السعادةِ في حياتكم، واكتشفوا “الفراشاتِ” المختبئةَ في جوفِ ضحكاتِكم. السعادةُ قريبةٌ جدًا، فقط ابحثوا عَنها في الأماكنِ الصحيحة.
Photo by Gennady Zakharin on Unsplash