كم من مرة شعرتَ بالتعب والإرهاق، وكأنّ الحياة عبارة عن روتين مملّ لا ينتهي؟ كم من يومٍ مرّ عليكَ دون أن تشعرَ بلمسةٍ من الفرح أو الرضا؟ نحن جميعًا نمرّ بهذه المراحل، فتارةً نشعرُ بالطاقة والحيوية، وتارةً أخرى يغمرنا شعورٌ بالفراغ والملل. السعادة ليست حالةً دائمةً، وليست هدفًا بعيد المنال يجب بلوغه، بل هي رحلةٌ نخوضها يوميًا، رحلةٌ نزرعُ فيها بذورَ الأمل والتفاؤل، ونرويها بالحبّ والعطاء. السرّ يكمن في البحث عن تلك البذور الصغيرة، تلك اللحظات البسيطة التي تُضيءُ لنا طريقنا، وتُذكرنا بجمال الحياة، مهما كانت الظروف. رحلة السعادة شخصيةٌ، تختلف من شخصٍ لآخر، لكنّها تتطلب منّا جميعًا الجرأة على البحث عنها، والمثابرة على زراعتها في قلوبنا. فلنبدأ رحلتنا معًا، ونكتشف سويًا أسرارَ هذه الرحلة الجميلة.
الفرحُ زهرةٌ تُزهرُ في صحراءِ الروحِ.
هذا القول الجميل يُلخّص جوهرَ موضوعنا. فكّرْ في هذه الصورة: صحراءٌ قاحلةٌ، جرداء، لا حياة فيها تقريبًا. ثمّ فجأةً، تظهر زهرةٌ جميلة، تُزيّنُ هذا المكان، وتُضفي عليه جمالًا ساحرًا. هذه الزهرة هي الفرح، وهي قادرةٌ على الظهور حتى في أصعب الظروف، في أشدّ لحظات اليأس. قد نمرّ بفتراتٍ صعبةٍ، نعاني فيها من ضغوط الحياة، لكنّ الفرح، مثل هذه الزهرة، يُمكنه أن ينمو داخلنا، حتى في “صحراءِ الروح”. يتطلب الأمر بعضَ الجهد والرعاية، بعضَ التفاؤل والبحث عن الجميل، لكنّ النتيجة تستحقّ المشقة. يمكننا زراعة هذه الزهرة من خلال ممارسة الرياضة، قراءة الكتب، التواصل مع الأحبة، أو حتى الاستمتاع بلحظة هدوءٍ وسكينة.
ولنتذكر دائما أن السعادة ليست غاية بحد ذاتها بل هي رحلة. هي في التفاصيل الصغيرة، في إبتسامة طفل، في قهوة الصباح، في كتاب جميل، في مشاركة فرح مع صديق. كل هذه اللحظات الصغيرة هي بذور السعادة التي يجب علينا الاعتناء بها وريها حتى تنمو وتزهر وتملأ حياتنا بالفرح والامل. حتى في أصعب الأوقات، بإمكاننا إيجاد تلك البذور الصغيرة من الفرح ونموها بداخلنا.
لذا، دعونا نُعيد النظر في حياتنا، ونبحث عن تلك اللحظات الصغيرة التي تُشعِرُنا بالفرح والرضا، ونُزرعُها في “صحراءِ روحنا”. شاركوني أفكاركم، وخبراتكم، وماذا تزرعون أنتم في صحراء روحكم؟ فلنشارك بعضنا البعض في هذه الرحلة الجميلة، ونتعلم معًا كيف نُزهرُ في أصعب الظروف. فالسعادة رحلة تستحق العناء، ورحلة مليئة بالجمال.
Photo by NEOM on Unsplash