هل فكرت يومًا في مصدر سعادتك؟ هل هي وظيفة مثالية، أم منزل فسيح، أم علاقة حبّ ناجحة؟ بالطبع، هذه الأمور قد تساهم في شعورنا بالسعادة، لكنها ليست أساسها. السعادة ليست هدفًا نهائيًا نصل إليه في يوم من الأيام، بل هي رحلةٌ يوميةٌ، مشاعرٌ نختبرها في اللحظات البسيطة، في تفاصيل الحياة اليومية التي قد نغفل عنها أحيانًا. ربما هي تلك اللحظة التي تشرب فيها قهوتك الصباحية بهدوء، أو تلك الضحكة المُتبادلة مع صديق، أو حتى الراحة التي تجدها في حضن كتاب جيد. السعادة ليست رفاهية، بل هي اختيارٌ، موقفٌ من الحياة، قدرةٌ على رؤية الجمال في أبسط الأشياء. إنّها فنٌّ نتعلمهُ، ونمارسهُ، ونُتقنهُ كلّ يوم. ولعلّ مفتاحها يكمن في مكانٍ أقرب مما نتصور…
***
**الفرح، فراشةٌ تختبئُ في ثنايا الضحكةِ.**
***
هذا القول الجميل يصف لنا ببراعة سرّ السعادة المُختبئ في أعماقنا. الفرح، كالفراشة الرقيقة، ليس ظاهرًا دائمًا، ولكنه موجودٌ، يختبئُ خجولًا في ثنايا ضحكاتنا، في تلك الانفعالات البسيطة التي قد نستهين بأثرها. تخيلوا فراشةً جميلة، أجنحتها مُزخرفةٌ بالألوان الزاهية، تُخفي نفسها بين أوراق الشجر، وتظهر أحيانًا لتُبهجنا بجمالها. كذلك الفرح، يُخفي نفسه وراء همومنا اليومية، لكنّه موجودٌ دائمًا، ينتظرُ فرصةً للظهور. الضحكة، هي البابُ الذي يُفتحُ لهُ طريقًا، هي المفتاحُ الذي يُطلقُ سراحه. فكلما زادت ضحكاتنا، كلما زاد الفرحُ وضوحًا، كلما شعرت بجمال الحياة أكثر.
جربوا أن تركزوا على الضحك، ابحثوا عن أسباب للفرح في حياتكم اليومية، شاركوا اللحظات الجميلة مع أحبائكم، و شاهدوا كيف تتفتحُ أجنحةُ الفراشة، كيف يُطيرُ الفرحُ في حياتكم. حتى في أصعب الظروف، يمكننا إيجاد أسباب للبسمة، وأسباب للضحك، وذلك سيساعدنا على التغلب على الصعوبات. تذكروا، الفرح ليس هديةً تُعطى لكم، بل هو هديةٌ تُعطونها لأنفسكم.
***
في الختام، السعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل هي مجموعة من اللحظات والاختيارات اليومية. الفرحُ فراشةٌ جميلة، تختبئُ في ثنايا ضحكاتنا، وكلما فتحنا قلوبنا للضحك، كلما زادت فرص ظهور هذه الفراشة الجميلة. فلتسعدوا بالتفاصيل، واحتفلوا باللحظات البسيطة، واجعلوا الضحكة مفتاحكم لسعادة دائمة. شاركونا أفكاركم وملاحظاتكم حول كيفية إيجاد السعادة في حياتكم اليومية. فلنُلهم بعضنا البعض في هذه الرحلة الجميلة.
Photo by Gennady Zakharin on Unsplash