هل سبق لك أن جلست تفكر في حلٍّ لمشكلة ما، أو تخيلت مشروعاً جديداً، فجأةً تلاشى كل شيء من ذهنك؟ كأنّ أفكارك انزاحت بعيداً كالسراب في الصحراء، تاركةً إياك في حالة من الفراغ؟ نعيش جميعاً هذه اللحظات، لحظات تبدو فيها الابتكارات بعيدة المنال، والإبداع مُحاطاً بشبكة من التعقيد. لكن الحقيقة هي أن الإبداع ليس شيئاً مُخيفاً أو معقداً كما يبدو، بل هو رحلةٌ تحتاج إلى الصبر، والاسترخاء، والثقة بأنّ تلك الأفكار، مهما تباعدت، ستعود حاملةً معها كنوزاً لامعة. نحن جميعاً نمتلك قدرةً على الإبداع، فهي ليست موهبة خاصة بفئة محددة، بل هي موهبة كامنة فينا جميعاً تنتظر الاستكشاف.
أفكار كالطيور، تحلق بعيدًا، ثم تعود بِغنائمٍ لامعة.
هذا القول يُلخّص ببراعة جوهر عملية الإبداع. فالافكار كالطير، تطير بعيداً عن أذهاننا في رحلات استكشافية، تُجرّب مُختلف الزوايا، وتُحلّق في عالم من الاحتمالات. قد تبدو هذه الرحلة طويلة ومُرهقة، وقد يُخيفنا غياب نتائجها مُؤقتاً. لكن المهم هو الثقة في قدرة هذه الأفكار على العودة محمّلةً بـ”غنائمٍ لامعة”، بمعنى حلول مبتكرة، وأفكار جديدة، ومشاريع مُلهمة. فكّر مثلاً في العلماء الذين قضوا سنوات في البحث قبل أن يُحقّقوا اكتشافاتهم، أو الفنّانين الذين يعملون بجدٍّ لإنجاز لوحاتهم المُذهلة. جميعهم عاشوا تجربة “تحليق” الأفكار، ثم عودتها بكنوز مُذهلة.
ولكي نُحسّن من قدرتنا على استقبال هذه “الغنائم”، يجب علينا أن نُنشّط ذهننا بالقراءة، والتعلّم، والتجارب الجديدة، وحتى بمُجرّد الاسترخاء والتأمل. عندما نُحيط أنفسنا ببيئة غنية بالأفكار والحوافز، نُسهّل على أفكارنا “رحلة العودة” بكنوز لامعة. كما يُمكننا أن نُسجّل أفكارنا عندما تأتينا فجأةً، كي لا نخسرها، ونُراجعها لاحقاً لإغناءها وتطويرها.
في النهاية، رحلة الإبداع رحلة مُمتعة ومُثمرة، تُثري حياتنا بمُختلف المجالات. دعونا نُشجّع أنفسنا على السماح لأفكارنا بالتحليق بعيداً، وأن نُؤمن بعودتها بـ”غنائمٍ لامعة”. فكّر في أفكارك اليوم، و شاركنا ما هو مُلهم لك. لا تُخفّض من شأن موهبتك الإبداعية، فإنها كنزٌ يُمكنه أن يُغيّر حياتك، وحياة من حولك.
Photo by willow xk on Unsplash