كم مرة شعرتَ بأنّ فكرة رائعة تُراودك، فكرةٌ لامعةٌ كالنجم، ثم تختفي بسرعةٍ كأنّها لم تكن؟ ربما كنتَ منهمكًا في روتينك اليوميّ، مشغولًا بالتفاصيل الصغيرة، حتى غابت عنك تلك اللمحةُ الإبداعيةُ التي كانت ستُضيءُ يومك. الإبداع ليس موهبةً خاصةً بأشخاصٍ مُختارين، بل هو قدرةٌ كامنةٌ فينا جميعًا، تحتاج فقط إلى التشجيع والرعاية كي تنمو وتزهر. نراه في ابتسامة طفلٍ بريئة، وفي لحن أغنيةٍ تُريحُ النفس، وفي طبخةٍ لذيذةٍ تفاجئُ الجميع. هو القوة الدافعة وراء التغيير والتقدم، هو النّفحةُ التي تُضيفُ جمالاً للحياة. لكن كيف نُطلق العنان لهذا الإبداع الكامن فينا؟ كيف نُخرج تلك الأفكار الرائعة من “القفس” الذي نحبسه فيه أحيانًا؟
***
أفكار كالطيور، تحلق بعيدًا عن القفص.
***
هذا القولُ المُختصرُ يُجسّدُ جوهرَ الإبداع بشكلٍ مُذهل. فكّر في القفص: هو القيودُ، الروتين، الخوفُ من الفشل، القلقُ من النقد، كلّ ما يُقيّدُ خيالنا ويمنعُ أفكارنا من الطيران. الطيورُ هنا تمثّلُ أفكارنا الإبداعية، حرةً متحرّكةً، قادرةً على الوصول إلى أماكنٍ بعيدةٍ ورائعة. لكنّها تحتاج إلى أن تُطلقَ من قفصِ القيود. كيف نفعل ذلك؟ ببساطة، بإعطاء أنفسنا مساحةً للتفكير بلا ضغوط، بالتّجربةِ والمُغامرة، بالتّحدّثِ مع الآخرين، بسماعِ أفكارهم، بالتّعلّمِ من الخطأ، وبالثّقةِ بنفسنا وقُدراتنا. تخيل نفسك تُراقب طائرًا صغيرًا يحاول الطيران لأول مرة، قد يقع، وقد يرتجف، لكنّه يُحاول مرة أخرى و أخرى، حتى يُتقن فنّ الطيران. الإبداعُ مثلُ ذلك الطائر، يحتاج إلى المُمارسةِ والمُثابرة.
***
في الختام، تذكّر دائماً أنّ الإبداعَ هبةٌ ثمينةٌ، وقدرةٌ مُهمّةٌ للتطوّرِ والنموّ. لا تُقيّد أفكاركَ في قفصِ الروتينِ والخوف، بل أطلقها لتطير، لتُبدع، لتُلهم. خذ بعضَ الوقتِ للتفكيرِ في ما يُقيّدُ إبداعكَ، واكتب بعضَ الأفكارِ التي تخطرُ على بالك، شارِكها معَ أصدقائكَ، دعِ خيالكَ يتحرّر. فالإبداعُ ليسَ مجردَ موهبة، بل هو أسلوبٌ حياة، رحلةٌ إلى عالمٍ من الجمالِ والابتكار.
Photo by Adam Birkett on Unsplash