كم من مرة مرّت بنا لحظات جميلة، لحظات نجاح، أو حتى لحظات بسيطة كشمس دافئة على بشرتنا، وانسحبنا منها دون أن نُبدي أدنى تعبير عن الامتنان؟ نعيش حياتنا منغمسين في دوامة الأفكار والمسؤوليات، نسارع الخطى وننسى أحياناً أن نتوقف لحظة لنُقدّر النعم التي تُحيط بنا. فالشكر ليس مجرد كلمات نُرددها، بل هو شعورٌ عميقٌ ينبع من القلب، يُغيّر من نظرتنا للحياة ويُضيفُ لها بريقاً خاصاً. هو بمثابة نافذة نطلّ منها على جمال ما نملك، ونكتشف كم هناك من أسباب للفرح والامتنان حتى في أصعب الأوقات. فهل فكرنا يوماً بمدى تأثير امتناننا على حياتنا ونفسيتنا؟ ألا يُضيءُ الشكرُ طريقنا ويُزيلُ بعض ظلمات القلق والضغط؟

شكرٌ يرقصُ كَفراشاتٍ في ضوء القمر.

يُشبه هذا البيت الشعريّ جمال الشكر، فكما تُضيءُ الكفراشاتُ ليلاً بألوانها الزاهية في ضوء القمر، يكسُو الشكرُ حياتنا بألقٍ خاص، يُضفي عليها بهجةً وسرورًا. فالشكر ليس مُجرد أداء واجبة، بل هو ممارسةٌ يُمكنُ أن تُغيّر من حياتنا إلى الأفضل. تخيّلوا أنتم تُعبّرون عن شكرِكم لأشخاصٍ غَيّروا حياتكم، أو لأحداثٍ ساعدتكم على النّموّ، كم سيكونُ ذلك جميلاً و مُؤثّراً! حتى في الأمور البسيطة، كشكرِكم لِمَن يُساعدُكم في أعمالكم اليومية، أو امتنانكم لِهبةٍ من الطبيعة، سيُحدث ذلك فرقاً. فهو يُنشطُ الدورة الدموية ويُضفي على حياتنا معنىً أعمق.

دعونا نُمارس الشكر بشكلٍ يوميّ، فلا تُستهانُ بقوة الكلمات الطيبة والأفعال الصادقة. يمكننا أن نبدأ بكتابة مذكرات الشكر، حيث نسردُ النعم التي نعيشها، أو بإرسال رسائل امتنان لأصدقائنا وعائلتنا وتوجيهها للآخرين. وحتى في الصلاة والعبادة، يُمكننا التعبير عن شكرنا له تعالى على ما منحنا من نعمٍ كثيرةٍ لا تُحصى. فالشكر هو مفتاح السعادة والرضا في حياتنا.

لذلك، دعونا نجعل من الشكرِ عادًةً يومية، ونُدرك قوّته في تغيير حياتنا إلى الأفضل. انعكسوا على حياتكم، فكّروا في ما تُريدون شكر الله عليه، وما تُريدون إظهاره من الامتنان لمن حولكم. شاركونا أفكاركم وتجاربكم في تعليقاتكم، فلنجعل من هذه المدونة مُنتدىً لِلمُشاركة والامتنان. فالشكرُ ليس مُجردَ كلماتٍ، بل هوَ فنٌّ يُحسّنُ حياتنا ويُضفي عليها جمالاً لا يُضاهى.

Photo by Shifaaz shamoon on Unsplash

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top