أهلًا بكم، أيها المُبدعون! هل فكرتم يومًا في اللحظات التي تُفاجئكم فيها فكرةٌ ما، فكرةٌ لامعةٌ كشهابٍ يُضيء سماءَ ذهنكم المظلمة؟ تلك اللحظاتُ، تلك الومضاتُ من الإلهام، هي جوهرُ الإبداع. نراهُ في أبسط الأشياء: في وصفةٍ طعامٍ جديدةٍ ابتكرتموها، في رسمةٍ طفوليةٍ مليئةٍ بالحيوية، في حلٍّ مبتكرٍ لمشكلةٍ يوميةٍ تواجهونها. الإبداع ليس حكرًا على الفنانين والكتاب فقط، بل هو نبضٌ حيٌّ ينبضُ في كلّ منّا، يُزيّن حياتنا بلونٍ مختلف، ويمنحها نكهةً خاصةً. هو تلك القدرة على رؤية العالم من زاويةٍ مختلفة، على ربط الأفكار غير المترابطة، على خلق شيءٍ جديدٍ من العدم تقريبًا. ولكن، هل فكرتم أبدًا في تلك الحافة الدقيقة التي يرقصُ عليها الإبداع؟ تلك الحافة بين الخطر والمغامرة، بين الفشل والنجاح؟
خيالٌ يرقصُ على حافةِ الهاوية، يُنيرُ.
هذا البيتُ الشعريّ يُجسّد بعمقٍ ما نعنيه بالإبداع. فالإبداع، في جوهره، هو مغامرةٌ محفوفةٌ بالمخاطر. هو خيالٌ يتجرّأ على التحدّي، يتخطّى حدود المُعتاد، ويغامر بالدخول في مناطقٍ غير مستكشفة. “حافة الهاوية” هنا لا تعني الفشلَ الحتميّ، بل تعني تلك اللحظةَ الحرجةَ التي يقفُ فيها المبدعُ على شفا القرار، يواجهُ الشكّ، ويُصارعُ الخوف من الفشل. لكنّ هذا الخيالَ، رغم خطورته، “يُنيرُ”. يُنيرُ لنا الطريقَ نحو حلولٍ مبتكرةٍ، نحو أفكارٍ جديدة، نحو آفاقٍ أرحب. فكروا مثلاً في العلماء الذين اخترعوا الأدوية، أو الفنانين الذين رسموا لوحاتٍ خالدة، جميعهم قاموا بمغامرةٍ إبداعيةٍ، قاموا برقصِ خيالهم على حافة الهاوية، مُنيرينَ بذلك عالمنا.
فلا تخافوا من الوقوف على حافة الهاوية. فالتجربةُ هي التي تُنمّي الإبداعَ وتُقوّيه. لا تترددوا في تجربةِ أفكارٍ جديدة، حتى وإن بدت لكم غريبةً أو مُستحيلةً في البداية. دعوا خيالكم يرقص، يُجرّب، يُخطئ، ويُجيد. تذكروا أن كلّ خطوةٍ نحو الأمام، مهما صغرت، هي خطوةٌ نحو إضاءةٍ جديدة. فنحن نحتاج إلى الإبداع في كلّ جوانب حياتنا، لتحسينها، لتطويرها، ولخلقِ مستقبلٍ أفضل.
لذلك، أدعوكم اليوم إلى التفكير في آخر مرةٍ تجرأتم فيها على التعبير عن إبداعكم، شاركونا تجاربكم، أفكاركم، وصعوباتكم. فمن خلال تبادل الأفكار، نستطيع أن نُلهم بعضنا بعضًا، ونُضيءُ الطريقَ نحو مستقبلٍ أكثر إبداعًا. فلنرقص جميعًا على حافة الهاوية، ولنُنير!
Photo by Pawel Czerwinski on Unsplash