كم من مرة مرّت بنا لحظة جميلة، فعلٌ طيب، كلمةٌ صادقة، أثّرت فينا بعمق، دفعتنا للابتسامة من أعماق قلوبنا؟ في زحمة الحياة اليومية، بأعبائها ومتطلباتها، نسارع أحيانًا لننسى تلك اللمسات الصغيرة التي تُضيء طريقنا، التي تترك بصمة جميلة في نفوسنا. فالشكر، ليس مجرد كلمة نرددها مرور الكرام، بل هو فنٌّ رقيق، ممارسةٌ يومية تُغيّر من نظرتنا للحياة، وتُعزز علاقاتنا مع من حولنا، وتُضيف بريقاً خاصاً لأيامنا. هو تقديرٌ لما هو جميل، اعترافٌ بالخير الذي يحيط بنا، وهو بذرةٌ لأفعالٍ طيبة أخرى. فهل تخيلتم تأثير كلمة شكر صادقة على من يُقدمها، ومَن يستقبلها؟
شكرًا، كأنّ النجوم تُزهر في كفيّ.
هذه الكلمات تحمل في طياتها جمالاً فريدًا. فهي لا تُعبّر فقط عن الشكر، بل تصف شعوراً عميقاً بالامتنان والسعادة، كأنّ الكون نفسه يُشارك في هذه اللحظة المُشرقة. تخيلوا معي جمال النجوم المنتشرة في السماء، ونورها الساحر، فما أروع أن نُشبه شعور الشكر بإزهار هذه النجوم في كفّينا، كأنّ الفرح والامتنان يتجسدان بصورة ملموسة. يمكن أن نُطبّق هذا الوصف على مواقف يومية بسيطة، كلمة دعمٍ من صديق، مساعدة من زميل، ابتسامة طفل، كلها مواقف تُشبه إزهار النجوم في قلوبنا عندما نُعبّر عن شكرنا بصدقٍ وإخلاص.
فالشكر ليس محدودًا بالكلمات فقط، بل يتعدّاه إلى الأفعال. يمكننا التعبير عن شكرنا بإعطاء الوقت، المساعدة، أو حتى بإرسال بطاقة معايدة، أو إهداء هدية رمزية. كلّها أفعالٌ تُظهر مدى امتناننا لمن يُحيط بنا. لنجعل من الشكر عادةً يومية، لنُبدي تقديرنا لكلّ جميل يُقدّم إلينا، سواء كان كبيرًا أو صغيراً. فلنعطِ الآخرين فرصة لشعور بإزهار النجوم في أيديهم بفضل كلماتنا وأفعالنا.
ختامًا، لنستذكر قوة الشكر وتأثيره العظيم في حياتنا. دعونا نُقدّر الجميل في كل موقف، ونُعبّر عن امتناننا بصدق، فالشكر ليس مجرد كلمة، بل هو فنٌّ يُضيف السعادة والنور إلى حياتنا وحياة من حولنا. فلنُشارك بعضنا بعضًا قصصنا حول لحظات الشكر الجميلة، ولنجعل من الشكر ممارسةً يومية تُضفي الجمال والسعادة على أيامنا. فكّر في شخصٍ تودّ شكره، وَ أَخبِرَهُ بِامتنانك له، وستَرى جمال النجوم تُزهرُ في يديك.
Photo by Carlos Kenobi on Unsplash