كم مرة في يومك تتمنى لو استطعت أن ترسم أفكارك على ورق، أو تغني مشاعرك بلحن جميل، أو تصنع شيئاً فريداً من لا شيء؟ أليس الإبداع ذلك الشعور الجميل الذي يزخر به قلبك، تلك الشرارة التي تضيء طريقك نحو التعبير عن الذات؟ نلتقيه في تفاصيل حياتنا اليومية، في ابتكار وصفة طعام جديدة، في رسم ابتسامة على وجه طفل، في كتابة قصيدة تعبر عن ألم أو فرح. الإبداع ليس حكراً على الفنانين والكتاب والموسيقيين فقط، بل هو قدرة كامنة فينا جميعاً، تحتاج فقط إلى بعض التشجيع والتنمية. هو ذلك الصوت الخافت الذي يهمس في أروقة أذهاننا، يدعونا لإطلاق العنان لخيالنا، ونتنفس هواءً جديداً من الابتكار والتجديد. فهل جربت يوماً أن تستمع إلى ذلك الصوت؟ هل حاولت يوماً أن تمنحه الفرصة للظهور؟

—

الخيال: فراشاتٌ من حبرٍ، ترقص على صفحاتٍ بيضاء.

—

هذا التعبير الرائع يصف بدقة جوهر الإبداع. فكما ترقص الفراشات الملونة على صفحات بيضاء، يرقص الخيال بحرية على صفحات حياتنا. يبدأ كل شيء بفكرة، بذرة صغيرة تنمو وتتفتح لتُصبح رواية، لوحة فنية، أغنية، اختراع، أو حتى حلّ لمشكلة معقدة. تلك الفراشات – أفكارنا – تتعدد ألوانها، وتختلف أحجامها، بعضها رقيق وبعضها جريء، لكنها جميعاً تحمل في طياتها جمالاً خاصاً. يمكننا أن نستلهم إلهامنا من الطبيعة، من الموسيقى، من الفنون، من التجارب الشخصية، من أحلامنا… لا حدود للخيال، ولا قيود على الإبداع إلا تلك التي نضعها بأنفسنا. تخيّل مثلاً، كاتب يصارع الكلمات ليلًا حتى ينقل لنا عبرها عوالم أخرى، أو مصمم أزياء يبتكر تصاميمًا تروي حكايات، أو طباخ يضيف لمسة سحرية إلى طبق عادي ليصبح تحفة فنية. كل هؤلاء يعتمدون على خيالهم ليمنحوا العالم روائعهم.

—

لذا، علينا أن نُقدّر قوة الخيال، ونُطلق العنان لإبداعاتنا. دعونا نُخصص وقتًا يوميًا، ولو كان قليلاً، للتأمل، للرسم، للكتابة، للاستماع للموسيقى، للتمشي في الطبيعة، للاستمتاع بالحياة بكل تفاصيلها. كل هذه الأفعال البسيطة تُغذّي روحنا الإبداعية وتُحفّز خيالنا. لا تخف من التجربة، لا تخف من الفشل، فكل محاولة هي خطوة نحو اكتشاف الذات، ونحو إثراء عالمنا بإبداعاتنا. شاركنا أفكارك، شاركنا إبداعاتك، دعونا نحتفل معاً بجمال الخيال و قوة الإبداع. ففي النهاية، الإبداع هو ما يجعل حياتنا جميلة، مُلهمة، و فريدة.

Photo by Birmingham Museums Trust on Unsplash