في زحمة الحياة اليومية، بين متطلبات العمل والدراسة والأسرة، هل نجد وقتًا لنُقدّر نعم الله علينا؟ غالباً ما نغرق في تفاصيل حياتنا، نركّز على ما ينقصنا بدلاً من ما نملكه. ننسى لحظات الفرح الصغيرة، الابتسامات العابرة، الكلمات الطيبة التي تُضيء يومنا. لكن، ماذا لو قرّرنا التوقف للحظة، ونلقي نظرةً شاملةً على حياتنا؟ ماذا لو أدركنا أنَّ ثمة كنوزاً خفيةً تنتظرنا خلف ستار الروتين اليومي؟ الإجابة بسيطة: امتنان القلب، وهو سرٌّ من أسرار السعادة التي نملكها جميعاً، فقط نحتاج إلى استعادتها. دعونا نتعلّم كيف نُعيد اكتشاف هذا السرّ ونجعله جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

***

امتلاءٌ كَزجاجةٍ مملوءةٍ بِضحكاتٍ صغيرة.

***

هذا القول الجميل يختصر لنا جوهر الامتنان. فكما تُملأ الزجاجة بضحكات صغيرة، يُملأ قلبنا بالامتنان من خلال الأشياء البسيطة التي قد نغفل عنها. ابتسامة طفل، مساعدة صديق، صحة جيدة، أُسرة مُحِبة، كلها لحظات صغيرة تُشكل معاً امتلاءً كبيراً، امتلاءً بالفرح والسعادة. تخيلوا زجاجة فارغة، ثم تخيلوا أنكم تملؤونها تدريجياً بضحكات صغيرة، كل ضحكة تمثل نعمة أو لحظة سعادة. كلما زادت الضحكات، كلما امتلأت الزجاجة، وكلما شعرنا بالسعادة والرضا. هذا هو الامتنان، جمع هذه الضحكات الصغيرة، وتقديرها، والاحتفال بها. لا نحتاج إلى أشياء كبيرة لنشعر بالامتنان، بل يكفي أن نُدرك قيمة الأشياء الصغيرة في حياتنا، من كوب قهوة دافئ في صباح بارد، إلى اتصال هاتفي مُفاجئ من شخص عزيز.

لا يعني الامتنان التغاضي عن المشاكل أو التظاهر بأنّ كل شيء على ما يرام. بل يعني تقدير ما لدينا، حتى وسط التحديات. هو الاعتراف بالنعم الكبيرة والصغيرة على حد سواء، والشكر على الفرص التي تُتاح لنا. هو نظرة إيجابية للحياة، تساعدنا على التغلب على الصعوبات، وتُنمي في قلوبنا السلام الداخلي. يمكننا تدريب أنفسنا على الامتنان عبر كتابة يوميات الامتنان، مشاركة مشاعر الشكر مع الآخرين، أو ببساطة التوقف للحظة كل يوم لنُقدر النعم التي نتمتع بها.

لنختم قائلين: لا تنتظروا لحظةً خاصةً لتشكروا، بل اجعلوا الشكر عادةً يوميةً. ففي كل ضحكة صغيرة، في كل نعمة، توجد فرصة لإغناء حياتكم بالامتنان، وسعادة كبيرة. أُشجعكم على تخصيص بعض الوقت اليوم للتفكير في نعمكم، وكتابة بعضها، ومشاركة أفكاركم في التعليقات أدناه. لنُشعل معاً شمعة الامتنان ونُضيء بها حياتنا.

Photo by Mona Eendra on Unsplash