هل فكرتَ يومًا في مصدر سعادتك؟ هل هي تلك اللحظات الكبيرة، كالتخرج أو الزواج، أم تلك التفاصيل الصغيرة، كقهوة الصباح أو ضحكة طفل؟ غالبًا ما نبحث عن السعادة في الأحداث الكبرى، في إنجازات ضخمة، أو في امتلاك أشياء مادية. لكن الحقيقة أن السعادة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي رحلةٌ يوميةٌ نخوضها، مليئةٌ بالصعود والهبوط، بالفرح والألم. قد نجد أنفسنا في أوقاتٍ صعبة، مليئةٍ بالتحديات والضغوط، نشعر فيها بأن السعادة بعيدةٌ كل البعد. لكن هل هذا يعني أن السعادة مستحيلةٌ في هذه الأوقات؟ الجواب بكل بساطة: لا. فالسعادة، مثل النباتات البرية، تجد طريقها للنمو حتى في أصعب الظروف.
الفرحُ زهرةٌ تُزهرُ في شقوقِ الصخرِ.
هذا القول البليغ يختصر جوهر ما نتحدث عنه. فمثلما تُزهرُ الزهرة في شقوقِ الصخرِ الصلب، تُزهرُ السعادةُ في قلوبنا حتى في أصعبِ الظروفِ وَأشدِّها. تخيلوا زهرةً جميلةً تنمو بين صخورٍ قاسية، تُقاومُ العواملَ الطبيعيةَ القاسيةَ لتُزهرَ بجمالٍ فريد. هذه الزهرةُ رمزٌ للقوةِ والصمودِ والأملِ، وكذلك هي السعادةُ. ففي أوقاتِ الحزنِ والصعاب، قد نجدُ أشياءً صغيرةً تُسعدُنا، كلمةٌ طيبةٌ من أحدِ أحبائنا، أو لحظةٌ من الهدوءِ والسكينةِ، أو حتى إتمامُ مهمةٍ صعبةٍ بنجاح. هذه اللحظاتُ هي شقوقُ الصخرِ التي تُزهرُ فيها زهرةُ السعادة، تُذكرُنا بأن الحياةَ جميلةٌ حتى في أصعبِ أوقاتها. إنها تُظهرُ قوتنا الداخلية وقدرتنا على إيجاد الفرح حتى في أكثر الأماكن ظلمةً.
لذا، دعونا نتوقف لحظة لنفكر: أين نجد شقوق الصخر في حياتنا؟ ما هي تلك اللحظات الصعبة التي تبدو مستحيلة فيها السعادة؟ كيف يمكننا إيجاد “زهرة الفرح” في تلك الشقوق؟ ربما نحتاج فقط إلى تغيير منظورنا، البحث عن الجمال في التفاصيل الصغيرة، والتقدير لما لدينا. التواصل مع من نحب، ممارسة هواياتنا، العمل على أنفسنا، كلها طرق لإيجاد السعادة و إزهار “زهرة الفرح” في حياتنا.
ختامًا، تذكروا أن السعادة ليست هدفًا نصلُ إليه في يومٍ ما، بل هي رحلةٌ يوميةٌ نخوضها. السعادةُ زهرةٌ تُزهرُ حتى في أصعبِ الظروف، فدعونا نبحث عنها في شقوقِ حياتنا، وندع أملنا ينمو قويًا مثل زهرةٍ تُزهرُ في قلبِ الصخر. شاركونا آرائكم وتجاربكم في إيجادِ السعادة في حياتكم، فربما تُلهمُ قصصكم آخرين. فالحياةُ أجملُ إذا شاركتناها معًا.
Photo by Onno Blaauw on Unsplash