هل فكرت يوماً في مفهوم السعادة؟ أليس هو ذلك الشعور الذي ننشده جميعاً، ذلك الهدف الذي نسعى لتحقيقه رغم ضغوط الحياة اليومية؟ نبحث عنه في اللحظات الصغيرة، في فنجان قهوة دافئ صباحاً، في ضحكة طفل، في نجاح مشروع عمل، أو حتى في هدوء المساء بعد يومٍ طويل. السعادة ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي رحلةٌ نخطوها كل يوم، تتكون من لحظاتٍ صغيرةٍ تجمعها معاً لتشكل لوحةً جميلةً من الرضا والامتنان. بعضنا يجد سعادته في الإنجاز، والبعض الآخر في العلاقات الإنسانية القوية، والبعض يجدها في البحث عن المعرفة والجمال في العالم من حوله. ولكن مهما اختلفت طرقنا، يبقى الهدف واحداً: العيش حياة مليئة بالرضا والسعادة. والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً: كيف نجدها ونحافظ عليها؟
سعادةٌ تُشبهُ ضحكةَ نجمٍ خجولٍ.
جميلٌ هذا الوصف، أليس كذلك؟ تخيلوا ضوء نجمٍ خجول، يطلُّ من خلف الغيوم، يضيءُ بلطفٍ ورقةٍ، يمنحُ الظلامَ لمسةً من النورِ الخافتِ، هذا هو جوهر السعادة الحقيقية. هي ليست تلك الضحكة الصاخبة الجارحة، بل هي تلك الابتسامة الهادئة، التي تظهرُ تلقائياً من القلب، لا تستعرض نفسها، ولا تبحث عن الإعجاب، بل تُشبهُ النورَ الذي يضيءُ من داخلكَ ويُشعُّ على من حولك. قد تكون هذه السعادة في لحظة تأمل في الطبيعة، أو في قضاء وقتٍ هادئ مع الأحبة، أو حتى في إنجاز مهمةٍ صغيرةٍ كنتَ قد تأجلتها لفترةٍ طويلة. إنها تلك اللحظات الصغيرة التي نغفل عنها في كثير من الأحيان، التي إذا ما انتبهنا إليها سنرى كم هي جميلةٌ وتُشبهُ ضحكةَ نجمٍ خجولٍ، هادئةٌ، دافئةٌ، مُلَحِّفة.
لذا، دعونا نتوقف قليلاً لنُدركَ هذه اللحظات. دعونا نُقدرَ الأشياء الصغيرة التي تُحيطُ بنا، ونُعبّر عن امتناننا لما لدينا. فالسعادة ليست هدفاً نهائياً، بل هي حالةٌ من الرضا والإيجابية نُحققُها يومياً بإدراكنا لقيمة اللحظات الصغيرة، بإحاطتنا بأنفسنا بالمحبة والأشخاصِ الإيجابيين، وببحثنا عن الجمالِ في كلِّ ما يُحيطُ بنا.
ففي نهاية الأمر، السعادة ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي رحلةٌ جميلةٌ تستحقُ العناء. رحلةٌ نُزَيِّنُها بلحظاتٍ صغيرةٍ تُشبهُ ضحكةَ نجمٍ خجولٍ، لحظاتٌ تُشعُّ بإشراقتها على حياتنا وتُسعدُ قلوبنا. أخذوا وقتاً للتفكير في مصادر سعادتكم الخاصة، واكتبوا عنها، شاركوها مع أحبائكم. دعونا معاً نُضيءُ سماءَ حياتنا بضحكاتٍ خجولةٍ من النجوم.
Photo by Alexis Antonio on Unsplash