كم من مرةٍ شعرتَ بأنّ يومكَ باهتٌ، كأنّهُ مُغلفٌ بلونٍ رماديٍّ ثقيل؟ كم من مرةٍ تمنيتَ لو أنّ شيئًا بسيطًا يُغيّرُ من مُزاجكَ، يُعيدُ إليكَ ذلك الشعورَ بالبهجةِ والنشاط؟ السعادةُ، أصدقائي، ليستْ هدفًا بعيدًا يُطارَدُ، بل مجموعةٌ من اللحظاتِ الصغيرةِ، من الأفكارِ الإيجابيةِ، من التفاصيلِ التي غالبًا ما نغفلُ عنها في زحامِ حياتنا المُسرعةِ. هي ليستْ ثروةً طائلةً أو منصبًا رفيعًا، بل هي قرارٌ يُتخذُ يوميًا، اختيارٌ لإيجادِ الجمالِ في أبسطِ الأشياءِ. هي ابتسامةٌ طُفلةٍ، ريحةُ القهوةِ في الصباحِ، مُحادثةٌ مُمتعةٌ مع صديقٍ، أو حتى لحظةُ هدوءٍ تستطيعُ خلالها التأملِ في جمالِ الخلقِ. كلّ هذهِ الأشياءِ تُشكلُ نسيجَ حياتنا، وتُلونُ أيامنا بألوانٍ زاهيةٍ إن علمنا كيفَ نُدركُ قُدراتها على إسعادنا.
فراشاتٌ من ضوءٍ، ترقصُ على أطرافِ الصباحِ.
ما أجملُ هذهِ الكلماتِ! إنّها تُجسّدُ بصورةٍ بسيطةٍ ورائعةٍ شعورَ السعادةِ الذي يُغمرُنا معَ بزوغِ الشمسِ، ذلك الشعورُ بالأملِ والطاقةِ الجديدةِ. تُشبهُ فراشاتُ الضوءِ هذهِ اللحظاتِ الجميلةَ التي تُزيّنُ أيامنا، تلكَ الابتساماتُ الصادقةُ، والكلماتُ الطيبةُ، والأعمالُ الصالحةُ. كلّ فعلٍ يجلبُ السعادةَ لنا ولغيرنا هو بمثابةُ فراشةٌ من ضوءٍ تُضيءُ حياتنا وتُزيّنُها. تخيلوا أنّ كلّ يومٍ نستطيعُ خلقَ عشراتٍ من هذهِ الفراشاتِ الجميلةِ من خلالِ أفعالناِ وأقوالنا!
إذن، كيفَ نُكثرُ من هذهِ الفراشات؟ ببساطةٍ، بإيجادِ الجمالِ في الأشياءِ البسيطةِ، بالتقديرِ لما لدينا، بإظهارِ المحبةِ والشكرِ لمن حولنا، وبمُمارسةِ الأعمالِ التي تُسعدُ قلوبَنا. النظرُ إلى الجانبِ المشرقِ من الحياةِ، والتركيزُ على الإيجابياتِ، كلّها أدواتٌ تساعدُنا على خلقِ هذهِ الفراشاتِ الجميلةِ التي تُضيءُ طريقَ حياتنا.
فلتكن حياتُكَ ملأىً بفراشاتٍ من ضوءٍ، ترقصُ على أطرافِ صباحاتِكَ كلّها! تأمّلُوا في ما يُسعدُكم، واكتُبوا قائمتكم الشخصية لخلقِ هذهِ الفراشات، واشاركوها مع أصدقائكم لنعيشُ معًا في عالمٍ أكثرَ سعادةً وإشراقًا. فالسعادةُ، في النهاية، ليستْ مقصدًا بل رحلةٌ جميلةٌ نُشاركُها معًا.
Photo by Gennady Zakharin on Unsplash