هل سبق لك أن شعرت بتلك اللحظات البسيطة التي تملأ قلبك بفرحٍ غامر؟ لحظة ضحكٍ عفويّ مع أحبائك، أو شعور بالرضا بعد إنجاز مهمة، أو حتى مجرد استنشاق هواءٍ نقيّ في صباحٍ مشمس. تلك هي اللمسات الصغيرة التي تُرسم لوحة سعادتنا اليومية. غالباً ما نبحث عن السعادة في الأحداث الكبرى، في الإنجازات الضخمة، في الأشياء المادية الكبيرة، بينما تختبئ أحياناً في تفاصيل حياتنا اليومية البسيطة، في اللحظات التي نتجاهلها بسهولةٍ بينما نحن منشغلون بمطاردة أهدافٍ كبيرة ربما تُبعدنا عن مصدر سعاتنا الحقيقي. السعادة ليست وجهةً نصل إليها يومًا ما، بل هي رحلةٌ نعيشها كل يوم، بإمكاننا أن نختبرها بكل بساطة إذا ما بحثنا عنها في الأماكن الصحيحة.

الفرحُ عصفورٌ يُخبّئُ ريشهُ الذهبيّ في جيبكَ.

هذا القول الجميل يختصر جوهر ما نتحدث عنه. الفرح، أو السعادة، ليس شيئًا بعيدًا منالًا، بل هو كعصفورٍ جميل يحمل ريشًا ذهبيًا، يوجد داخلنا، مخبّأ في “جيوبنا”. “جيوبنا” هنا تمثل قلبنا، أفكارنا، وعاداتنا. قد لا نراه بسهولة، لكنّه موجودٌ دائمًا. يتعلق الأمر بإدراكنا لهذا الفرح وإخراج هذا العصفور من جيوبنا، و السماح له بالطيران، و تزيين حياتنا بألوانه الذهبية.

فكر مثلاً في لحظةٍ شعرتَ فيها بامتنانٍ عميق، أو لحظة ساعدتَ فيها شخصًا ما، أو حتى لحظة استمتعتَ فيها بكتابٍ جميل أو موسيقى هادئة. كلّ هذه اللحظات تُمثل ريشًا ذهبيًا من ريش عصفور سعادتنا. إنّ ممارسة الشكر، إظهار العطف، وإيجاد الوقت للهوايات والأنشطة التي نحبها، كلها طرقٌ لإخراج هذا العصفور من جيبنا والاستمتاع بجماله. فلا تنتظر اللحظات الكبيرة كي تشعر بالسعادة، بل ابحث عنها في التفاصيل الصغيرة، في اللحظات البسيطة التي تملأ حياتك بالمعاني الجميلة.

لنختم هذا الكلام بتذكير أنفسنا بأهمية البحث عن السعادة في حياتنا اليومية. دعونا نأخذ بعض الوقت للتأمل في اللحظات التي تملأ قلوبنا بفرح، وندوّن ما يجعلها مميزة. شارك معنا في التعليقات ما هي “ريش العصفور الذهبي” في حياتك؟ ما هي اللحظات التي تجعلك تشعر بالسعادة و الامتلاء؟ تذكر، السعادة ليست وجهة، بل هي رحلةٌ نختار أن نستمتع بها كل يوم. ابدأ بالبحث عن عصفورك الذهبيّ اليوم!

Photo by Peter Robbins on Unsplash

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top