كم من مرة شعرتَ بضيقٍ في صدركِ، حزنٍ يغمركِ، ألمٍ لا تجد له وصفاً؟ كم مرة شاهدتَ من حولك يعاني نفس الشيء، ربما صامتاً، ربما صارخاً ألماً؟ في زحمة الحياة اليومية، بين ضغوط العمل والمسؤوليات الأسرية والواجبات الاجتماعية، نسارع في كثير من الأحيان للتجاوز، للنسيان، للانشغال عن المشاعر التي قد تُرهقنا. لكن هل توقفنا يوماً لنفكر في من حولنا؟ هل حاولنا حقاً أن نفهم آلامهم، أن نشاركهم أحزانهم، أن نُقدّم لهم يد العون وإحساساً بالدفء؟ التعاطف، أكثر من مجرد كلمةٍ جميلة، هو فنٌّ رفيعٌ يتطلب جهداً ووعياً وممارسةً يوميةً لبناء علاقاتٍ إنسانيةٍ أكثر عمقاً ودفئاً. هو بُعدٌ أساسيٌّ لبناء مجتمعٍ متماسكٍ وسعيدٍ. فهل نستطيع أن نُحسّن من قدراتنا على التعاطف، ونجعل من هذا العالم مكاناً أكثر لطافةً؟
ضحكةٌ خفيفةٌ، تُعيدُ بناءَ جسرٍ من زجاجٍ ملونٍ.
هذا القول البسيط يحمل معنىً عميقاً. فالتعاطف، مثل جسرٍ من الزجاج الملون، هشٌّ ورائعٌ في آنٍ واحد. قد ينكسر بسهولة بسبب الكلمات القاسية، أو الإهمال، أو عدم الفهم. لكن ضحكةً خفيفةً، كلمةً طيبةً، إيماءةً بسيطةً من التعاطف، تُعيدُ بناءَ هذا الجسر بجماله وألوانه الزاهية. تخيل شخصاً يعاني من أزمةٍ ما، كم يكون من المُريح أن يجد من يُشاركُه شعوره، من يُقدّم له الكلمات المناسبة، من يُظهر له أنه ليس وحيداً. هذه الضحكة الخفيفة، هذه الكلمة الطيبة، هي التي تُعيدُ الأمل، وتُحيي القلب، وتُبني الجسور بين القلوب. مثال بسيط: مساعدة زميلٍ في العمل على إنجاز مهمةٍ صعبة، أو الاستماع بانتباهٍ إلى مشكلةِ صديق، أو حتى إظهار التعاطف مع شخصٍ غريبٍ يُعاني في الشارع. كلُّ هذه الأفعال تُشكل قطعاً من جسرٍ متينٍ من التعاطف.
في الختام، التعاطف ليس مجرد مُثُلٍ سامية، بل هو سلوكٌ يُمكنُ تطويرُه وممارستُهُ يومياً. دعونا نتوقف لحظةً لنفكر في من حولنا، لنُحاول فهم مواقفهم، ونُشاركهم مشاعرهم بصدق. شاركوا هذا المنشور مع أصدقائكم، وناقشوا معهم أهميةَ التعاطف في حياتنا، و كيف نُمارسه بفعالية. فلنُبني معاً جسراً متيناً من التعاطف، جسراً من الزجاج الملون يُضيءُ حياتنا وحياةَ من حولنا بألوانِ الأمل والحبِ والسلام.
Photo by The New York Public Library on Unsplash