في حياتنا اليومية، نغرق في دوامة من الأحداث، بعضها سعيد، وبعضها مُرهق. نسارع بين المهام، ونتناسى أحيانًا أهمية الأمور البسيطة التي تُضفي معنىً على وجودنا. أحيانًا نُركز على السلبيات، ونغفل عن النعم الكثيرة التي تُحيط بنا، كصحة جيدة، عائلة داعمة، أصدقاء مخلصين، فرصة عمل، أو حتى مجرد يوم مشمس دافئ. ولكن، ما الذي يحدث عندما نغير منظورنا، ونُركز على التقدير والإمتنان لما نملكه؟ ما الذي يحدث عندما نختار رؤية الجمال في وسط الصعوبات؟ الإجابة ببساطة هي: سعادة أكبر، سلام داخلي أعمق، و حياة أكثر إشراقاً. الشكر ليس مجرد كلمات نُرددها، بل هو موقف حياة يُغير طريقة تفكيرنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا.
شكرًا للنجوم، لأن الظلام أظهرها.
هذه الجملة البسيطة تحمل في طياتها حكمةً عميقة. فكما تظهر النجوم في سماء الليل المظلمة، تبرز قيمة النعم وتُقدّر حقيقتها في ظروف الصعوبة والتحدي. فكّر مثلاً في شخصٍ واجه مرضاً خطيراً، ثم شكر الله على الشفاء وتقدير قيمة الصحة. أو شخصٍ فقد وظيفته، ثم وجد فرصةً أفضل، فأدرك قيمة الإستقلالية والعمل بمنظور جديد. هذه الأمثلة تُوضح كيف يُمكن للصعوبات أن تُبرز قيمة الأمور التي نتناساها في أوقات الرخاء. الشكر ليس مجرد ردّ جميل، بل هو إدراك للقيمة الحقيقية لما نملكه، حتى في أوقات المصاعب. هو ممارسة يومية تُنمي داخلنا شعوراً بالامتنان والرضا. وعندما نُدرك قيمة ما نملكه، نُصبح أكثر قدرة على التعامل مع التحديات بإيجابية وواقعية.
فالشكر، ليس مُقتصراً على الأشياء الكبيرة، بل يشمل الجزئيات الصغيرة أيضاً. شكر زوجتكِ على تحضير الطعام، شكر زملائك على تعاونهم، شكر نفسكِ على الجهد الذي تبذلينه، كلها أفعال تُنمي شعور الامتنان وتُحسّن من مُزاجكِ وعلاقتك بمن حولكِ. إنّ جعل الشكر جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، يُغيّر من طريقة نظرتنا إلى الأشياء، ويُسهم في بناء علاقات أقوى وأكثر سلاماً.
لذا، دعونا نستلهم حكمة الجملة “شكرًا للنجوم، لأن الظلام أظهرها”، ونُدرك قيمة الشكر في حياتنا. أخذ بعض الوقت للتفكير في النعم التي نملكها، وكتابة قائمة بها، أو مشاركة شعور الامتنان مع الآخرين، كلها أفعال بسيطة تُمكننا من عيش حياة أكثر سعادة وإمتناناً. شاركوا معنا ما تُشعرون به من امتنان، وأخبرونا كيف يُساهم الشكر في حياتكم اليومية. ففي مشاركة هذه الخبرات، نُكمل معاً رحلة الشكر والإمتنان.
Photo by Richard R. Schünemann on Unsplash